العدد (748) - اصدار (3-2021)

الأصوات الخافتة... تصرُخ د محمد المنسي قنديل

في‭ ‬زيارة‭ ‬عابرة‭ ‬لأمريكا‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‭ ‬جلست‭ ‬مشدوهًا‭ ‬أمام‭ ‬التلفزيون،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬سيدة‭ ‬تدعى‭ ‬بولا‭ ‬جونز،‭ ‬تحكي‭ ‬بالتفصيل‭ ‬كيف‭ ‬نجح‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬حاكمًا‭ ‬لولاية‭ ‬أركنساس،‭ ‬في‭ ‬استدراجها‭ ‬لغرفته‭ ‬بأحد‭ ‬الفنادق‭ ‬واغتصابها،‭ ‬كان‭ ‬أمرًا‭ ‬مذهلًا‭ ‬في‭ ‬حينها،‭ ‬لم‭ ‬أتصوّر‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬الضئيلة‭ ‬الحجم‭ ‬بفضح‭ ‬أكبر‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬قمّة‭ ‬سلطته،‭ ‬دون‭ ‬مبالاة‭ ‬بما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬أمن‭ ‬أو‭ ‬مخابرات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تدمّرها،‭ ‬كانت‭ ‬صيحة‭ ‬امرأة‭ ‬منتهكة‭ ‬تثأر‭ ‬لكرامتها،‭ ‬وتكشف‭ ‬عن‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬جرائم‭ ‬التاريخ،‭ ‬عندما‭ ‬يستغل‭ ‬الذكر‭ ‬سلطته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إخضاع‭ ‬أنثى‭ ‬لرغباته‭. ‬