العدد (742) - اصدار (9-2020)

المبدع الليبي في المنفى الدور والنموذج إبراهيم المليفي

لم يكن مستغربًا بالنسبة لي أن يكون شخص واحد هو البوابة التي أعبر منها للتعرّف على بلد كامل, فذلك هو أحد أدوار المثقف الحقيقي في رحلة مختلفة لبلد ظل لعقود يقدم نفسه من خلال شخص واحد زرع هيئته وكلماته في كل جزء من أجزائه. كان أول ما لفت نظري في ذلك الرجل الوقور هو طريقته الهادئة في شرح الكثير من القضايا الساخنة في بلده، وتفسير أبرز المحطات التاريخية في حياته، وخصوصًا تجربته مع السجن والمنفى، وعندما علمت بوفاته حزنت كثيرًا، لأن بلده ليبيا خسر رجلًا جمع بين الدبلوماسية والشعر والثقافة، في وقت هو أحوج ما يكون إلى مثل ذلك النموذج القادر على تقديمه أمام العالم بأفضل صورة.