العدد (730) - اصدار (9-2019)

لماذا نكتب؟ حسن المددي

لماذا نكتب؟ سؤال قد يطرحه كثير من المبدعين على أنفسهم، سواء كانوا شعراء أم قصّاصين أم روائيين، فهناك من يكتب خوفًا من أن تتورم ذاته بالتجارب المكتنزة في دواخله التي تتراكم وتخالط نسغ حياته، ما يجعله ينهل من ذلك المخزون ويأخذ منه حتى يتخلص من ثقله، كما هي الحال مع “إليزابيث أليندي” وهناك مَن يكتب كي يعيش لأن الكتابة من أسرار استمرار جذوة الحياة، كما هو الشأن مع “ماريو فارغاس يوسا”... وهناك من يكتب ظنًا منه أنه يستطيع تغيير الواقع بقلمه، وأن له القدرة على إسماع صوته حين يتقمص رداء الواعظ والمربي. وهناك مَن يتخذ الكتابة مطية للوصول إلى تخوم لذة ما، وهناك من يفعل كل ذلك بوازع من نرجسية تسكنه. إجابات متعددة لسؤال واحد، لسؤال صعب، لكننا نرى أنها تتفق كلّها في كون الكتابة تجربة فريدة ومتفردة، تجربة غير عادية، وحده المبدع من يدرك مجاهلها ويتجول في دروبها السرية.