العدد (730) - اصدار (9-2019)

المخطوط العربي وأهمية علم التحقيق عبدالصمد زهور

المخطوطات «كتب أو رسائل لم تطبع بعد، ولا تزال بخط مؤلفيها الأصليين والنساخ»، يحتوي تراثنا العربي على الكثير منها في مختلف مجالات العلم والمعرفة الإنسانية، وهي تلزمنا نوعًا من التقصي قبل خوض غمار تحقيقها، فهناك طريقان كانت تصل من خلالهما المؤلفات من المؤلف إلى القارئ عند الأقدمين، أولهما «طريق التأليف، ونعني به أن يعكف المؤلف على جمع مادة كتابه ومراجعتها وتهذيبها وتنقيحها والإضافة إليها، ثم يخرجها للناس بعد أن تستوي على صورة يرتضيها»، فكانت بذلك النسخة الأم عبارة عن مُسوَدة للتصحيح، يقوم صاحبها بتنقيحها في صورة نهائية هي التي يطّلع عليها الناس وتخرج لسوق الكتب.

مميزات التأليف وأهم ثيماته في الرحلة العلمية المغاربية د. سميرة أنساعد

عرف فن الرحلة في الأدب العربي عمومًا والأدب المغاربي خصوصًا ازدهارًا كبيرًا، بعد أن خطا أشواطًا على أيدي علماء دوّنوا رحلاتهم التي اقترنت قديمًا بغرض طلب العلم، ولقاء الشيوخ، وتحصيل الإجازات منهم، التي تعد اليوم بمنزلة الشهادات العليا المتحصل عليها من الجامعات، وتبادل المعرفة عن طريق حضور مجالسهم والخوض في النقاش معهم حول مسائل أثارت في زمانهم أخدًا وردّا، وجدالا فيما بين العلماء، وقد ساهمت في تزايد الرحلات العلمية تقاليدُ التعليم قديمًا، التي كانت: «تُؤْثِر السّماع من أفواه العلماء على قراءة كتبهم، فكان المتعلمون، أو قل: طُلاَّب العلم على الأصحّ، يلتمسون مشافهة الرجال، والاتصال بهم شخصيًا، وكانوا يفتخرون بذلك ويتباهون».

عبدالوهاب العوضي رسّـــام الــكــاريــكــاتـيـر الــذي صبــغـت الــــــريــشــــة اســمــــه بالــفـــنّ والإبـــداع حمزة عليان

وسط بيئة متواضعة، وفي بيوت بُنيت من الطين، وفي قلب عاصمة تطلّ على بحر الخليج العربي، من بوابة «شرق» أبصر عبدالوهاب العوضي، الابن الثاني في العائلة، النور عام 1953م. نمت الطفولة وأخذت رحيقها داخل «فريج العوضي» الذي ذاع صيته لدى أحياء الكــــويت الــــقــديمة، وكبر هذا الشاب مثل معظم أبناء جيله، من حيث التعليم والـثـــقافـــــة الــــسائدة في حينه، يوم كان معظم أهل الكويت يكدّون ويجنون رزقهم من تعبهم المضني، سواء في البحر أو من التجارة والمهن الحرفية، فوالده امتلك دكانًا بسيطًا يعيش من ورائه ويسدّ حاجة أبنائه وأسرته.

داود عبدالسيـد حكيم السينما العربية طارق إبراهيم حسان

يتميز المخرج السينمائي داود عبدالسيد بحساسية فنية خاصة، جعلته واحدًا من كبار المخرجين، وعلاّمة من علامات السينما المصرية، بما تطرحه أعماله من رؤى شديدة الخصوصية؛ لاسيما في إبداع الصورة البصرية ومكوناتها التشكيلية من ناحية؛ والأفكار والرؤى الفلسفية التي تحملها شخصياته الفيلمية من ناحية أخرى. وهو يتكئ على هذين البعدين في التعبير عن هواجس وأفكار فنية غير مسبوقة في الفن السابع، ويبدو الفيلم السينمائي لديه كرواية أدبية رصينة أو لوحة تشكيلية فريدة، لا تتكشف من المطالعة الأولى.