العدد (730) - اصدار (9-2019)

ملامح الحداثة المعاصرة د. رشيد جرموني

تعيش المجتمعات المسلمة على وقع عديد من التحولات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، ولعلها في ذلك لا تختلف عن بقية مناطق العالم. إذ إن ما يميز عالمنا المعاصر هو التحول والتغير والانتقال، وليس الثباث والجمود. بيد أن ما استحثّنا على الكتابة في هذا الموضوع، هو التحول العميق الذي طال منظومة القيم الثقافية والدينية بالمنطقة، خصوصًا ونحن نعلم أن «الدين في التجربة الإسلامية يتميز بكونه متغيرًا مستقلاً، ولا يمكن اعتباره متغيرًا من المتغيرات كالاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي، مثلما هي الحال في الأنساق المعرفية الأخرى. وذلك لأن الدين في تلك الأنساق كان عنصرًا مكتسبًا أضيف إلى وجود المجتمع في إحدى مراحل تطوره.

الانتماء الوطني... إلى أين؟ د. عبدالله الجسمي

لعبت الدولة الوطنية دورًا بارزًا في الحفاظ على الكيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمواطنيها ومجتمعاتها لفترة امتدت إلى أكثر من قرنين، خصوصًا بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وخلال فترة مقاومة المستعمر، واستمر الأمر إلى العقد الأخير من القرن الماضي، عندما دخل العالم مرحلة العولمة، حيث شهد ظاهرتين متناقضتين، الأولى تفكك عدد من الدول إلى دويلات قومية وإثنية، في بدايتها، من جهة، وتجاوز الدولة الوطنية من جهة أخرى. فخلال العقود الثلاثة الأخيرة ضعفت مسألة الانتماء الوطني إلى درجة وصلت فيها الأمور إلى مؤشرات سلبية، ونتجت عنها أخيرًا ردة فعل معاكسة تنذر بعواقب وخيمة في بقاعٍ مختلفة من العالم، والقضية لم تعد تتعلق بإقليم أو قارة، بل أصبحت مشكلة عالمية.

فيكتور هوجو... كيف يسهم الكاتب في إصلاح القانون والمجتمع؟ قاسم حسين

لعب الأدباء والروائيون الكبار في القرنين الماضيين دورًا طليعيًا في معالجة وتصحيح الأخطاء والعيوب الاجتماعية، ومحاربة التقاليد والأعراف الخاطئة، والارتقاء ببلدانهم وتصحيح مسار شعوبهم والشعوب الأخرى. والأدباء الكبار الذين يسبقون مجتمعهم وعيًا وفكرًا، يحملون راية التنوير ويسلّطون الأضواء الكاشفة على عيوب المجتمع ومثالبه، ويسهمون في مكافحة مظاهر إذلال الإنسان وتحقيق حريته ومواجهة التقاليد والسياسات السائدة. والنماذج كثيرة ومتعددة، من الأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز الذي عالج آلام المجتمع البريطاني مع بداية انطلاق الثورة الصناعية، وليو تولستوي في معالجاته المستفيضة للمواضيع الإنسانية الكبرى في روسيا القيصرية، وصولا إلى الكتّاب الأمريكيين الذين ناهضوا العنصرية والرقّ في مجتمعهم لأكثر من قرنين من الزمان.

عن راهنية الأسطورة قراءة في فكر مرسيا إلياد سمير حمدي

ظل التعامل مع الأسطورة بوصفها مفهومًا مقترنًا بمعاني الزيف والكذب، أو بما هو خرافي وهمي أو لا عقلي ولا يستند إلى أساس من الواقع أو التاريخ، ولم يكن نقد الأسطورة مرتبطًا بالتصورات الدينية فحسب (لاقتران الأسطورة غالبًا بالرؤى الوثنية)، وإنما كانت موضع نقد عقلي منذ بواكير الخطاب الفلسفي اليوناني، حيث كان أتباع المدرسة الأيونية من أمثال أنكسيمندريس وأكسينوفان أول من سخر من الأسطورة وشرع في نقدها رغم حضور بعض الرؤى ذات الأصل الأسطوري في المتن الفلسفي الأفلاطوني، لقد قام الإغريق بإفراغ الميثوس تدريجيًا من كل قيمة ميتافيزيقية أو عقلية، فقد أصبحت دلالة «ميثوس» هي نقيض «اللوغوس» (العقل)، كما ستصبح نقيضًا للـ«هستوريا» (التاريخ)، وانتهت الميثوس للدلالة على كل ما هو ليس حقيقيًا.