العدد (717) - اصدار (8-2018)

مجلة العربي وطن ثقافي وفكر مستنير عبدالعزيز سعود البابطين

ظهرت مجلة العربي في زمن كان أهله يتوقون إلى الوحدة العربية في شتى أقطار الوطن العربي. واستطاعت هذه المجلة أن تلبي الطموح الوحدوي الثقافي، على الأقل، الذي كانت تسعى إليه الأمة العربية في أواخر خمسينيات القرن الماضي، بعد أن أنهكتها حقبة الاستعمار والتشتت. في تلك المرحلة كانت الأقطار العربية في حالة من النهوض الثقافي الجديد، فنشط الأدب إلى حد ما، كالشعر والرواية والقصة، كما بزغ نجم بعض المفكرين والمجددين في الفكر العربي. وواكب تلك المرحلة ظهور بعض المطبوعات والمؤلفات العربية ولكن بشكل خافت. ونستذكر هنا دور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، حين كان آنذاك رئيس دائرة المطبوعات والنشر، فقد حشد كل الجهود الممكنة لإصدار مجلة العربي، إذ تم تكليف الأديب الراحل أحمد السقاف، وكذلك بدر خالد البدر، يرحمهما الله، بتأسيس هذه المجلة والسفر إلى الأقطار العربية لاختيار كادر لها. ولأن الكويت منذ نشأتها ذات روح عربية، فقد سلمت رئاسة التحرير لأصحاب الخبرة الصحافية، فكان أول رئيس تحرير لها المرحوم د. أحمد زكي من مصر.

كيف غيَّرت مجلة وجه الثقافة العربية الحديثة؟ محمود قاسم

أهم ما في مسيرة مجلة العربي طوال ستين عاماً، أنها، بالتقريب، المجلة الثقافية الأولى التي سارت على دربها عشرات من المجلات الأخرى التي يقبل عليها أفراد الأسرة الواحدة، فيجد كل منهم بين صفحاتها ما يطمح إليه، كما أنها المجلة التي قرأها الناس على مختلف ثقافاتهم في العالم العربي، وظلت على مسيرتها تتقدم مع الزمن، لكن خطها الرئيس التي تم وضعه مع العدد الأول ظل ثابتاً طوال هذه الأعوام.