العدد (674) - اصدار (1-2015)

سيرجيو ليوني... ما وراء الخير والشر محمد الفقي

في مشهد صحراوي تختلط فيه النكهة الأمريكية بالمكسيكية، وفي مزاوجة بين اللقطات الواسعة للشاشة العريضة واللقطات القريبة التي تركز على تفاصيل الوجه البشري؛ يدخل راعي البقر صائد الجوائز المتوحد مع نفسه، الذي لن نعرف اسمه مطلقاً، يدخل على حصانه رفيق دربه، بقبعته العريضة الحواف، ومسدسه السداسي الطلقات، وذقنه غير الحليق، وبعينيه المثبتتين في الأفق البعيد، وبتضاريس سحنته المكافئة لقسوة الصحراء؛ غضون وأخاديد وجراح، جديرة براعي بقر رحال، تمهد لدخول راعي البقر وتصاحبه موسيقى الموسيقار الإيطالي إنيو موريكوني التي هي ليست موسيقى تماماً؛ وإنما مزيج من أصوات غير معتادة في التأليف الموسيقي الفيلمي: أصوات طلقات نارية ومدافع، فرقعات سياط في الهواء، صهيل خيول، تكتكات عقارب ساعة، دندنات للحن الأساسي أو أحد هرمونياته، همهمات فردية وكورالية، أما جلال الموسيقى الأوركسترالية ومهابتها، التي يمزجها موريكوني بآلات إلكترونية فردية، فيدخرها ليوني للمواجهة الأخيرة بين راعي البقر وخصومه.

الأيام الجميلة أمين الباشا

كنت‭ ‬في‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬العاشرة‭ ‬تمامًا،‭ ‬أذكر‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬لأني‭ ‬شعرت‭ ‬عند‭ ‬بلوغه‭ ‬أني‭ ‬كبرت‭. ‬ابتسمت‭ ‬وعددتُ‭ ‬من‭ ‬الواحدة‭ ‬إلى‭ ‬العشرة‭. ‬ابتسمت‭ ‬أكثر‭ ‬عندما‭ ‬قلت‭ ‬لنفسي‭: ‬هذا‭ ‬كثير،‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬من‭ ‬بيروت‭ ‬جميل‭ ‬جدًّا،‭ ‬منازله‭ ‬تزيّنها‭ ‬حدائق‭ ‬مازلت‭ ‬أراها‭ ‬الآن،‭ ‬والآن‭ ‬عمري‭ ‬يفوق‭ ‬السنوات‭ ‬العشر،‭ ‬سأضحكك‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬العدد‭ ‬كبير،‭ ‬حتى‭ ‬إني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أعدّه،‭ ‬عشرة‭ ‬عشرون‭ ‬ثلاثون‭ ‬أربعون‭... ‬وأكثر‭... ‬وأكثر‭.‬