العدد (584) - اصدار (7-2007)
القصة الأولى: «خيال فنان»، بقلم الحسن بنمونة. فكرة هذه القصة بالغة الأصالة والطرافة: فنان تشكيلي ثمل (روحيا) يرسم لوحة زيتية ذات عناصر متنافرة نوعيًا: معركة حربية هوجاء، حسناء شهية رمز البهاء والسلام، جثث محتضرة، بجوار إحداها سيجار ينفث دخانًا.. وهكذا يستمر الرسام في إنشاء عمله وتشكيله، متورطًا شيئًا فشيئًا في فورته واندفاعه
عندما مات البردّوني قبل ثماني سنوات تقريبًا، كتبت مقالا لم أنع فيه الشاعر بقدر ما نعيت الكلاسيكية الشعرية في سمتها العربي ذي المعمار العمودي. قلت في ذلك المقال: «رحيل آخر الشعراء العرب الكلاسيكيين»، كان هذا هو أبرز تعليق، بتنويعات مختلفة، تداوله الكتّاب والصحفيون بعد رحيل الشاعر الكبير عبدالله البردّوني
بخَدِّكِ ترجِفُ الآهاتُ في لَثغ فلا تكوني غُرةَ الأوجاع ِ يا أُميِّ.. تعبتُ منَ التلعثُم ِ في ملامحكِ القريبةِ والبعيدةِ وهي أولُ غربةٍ خطَّتْ دمي بالتائهين
هل يمكن تعريف الإنسان بالشعر أيضًا؟ أي من الموقع المغاير للفكر الأرسطي، بل المناقض للإنسان العاقل Homo sapiens (أوموسابينسي) باعتبار ما يصنع الشعر (أي الإنسان) يقوم في منطقة اللامنطق أو اللاعقل أو اللاواقع (suréel) (سريال) وبالتالي يتصل بينابيع الميثولوجيا والسحر. وليست «عبقر» أو وادي الجن في الحكاية العربية الجاهلية سوى إشارة للمصدر الغامض للشعر
قالَ المُريدُ - وللمريدِ غرائبٌ أَوَْدتْ بِرَاحَتِهِ، وأذكتْ نارهْ-: (قَلِقًا كأنَّ الرّيحَ تَحْتِي) أَرْتَقِى دَرَجَ البهاءِ مُعَانقًا أنوارهْ
ذاكَ لأنكَ أنتَ أنا تتنفّسُ ما يتنفّسهُ قلبي وتفكّرُ ما أحلمُ وترى نفسكَ في رفّةِ عقلي الغائمِ ويؤنّبُ رأسَكَ أنكَ تحلمني محشورًا في تابوتِ صداعي الدائمِ
إذا كان الجسد الأنثوي يطغى في حضوره الاجتماعي على الجانب المعنوي أو الروحي للمرأة فإن ما نجده في رواية الكاتبة اليمنية نبيلة الزبير «إنه جسدي» هو الحضور المعنوي للمرأة، وتغييب جسدها وظهور ساردة الرواية. هناك ثلاثة مستويات لتحولات الجسد في الرواية تشكل الملمح الفني والمتميز لها؛ المستوى الأول تظهر فيه الراوية (سكينة بنت علي عمر) كأنها روح خرجت من القبر، ترى كل من حولها وتناديهم فيما هم لا يرونها ولا يسمعونها
كانت الوثيقة الأولى التي حملها الكتاب التذكاري لمؤتمر الموسيقى العربية الأول هي الخطاب الذي كتبه مصطفى رضا بك رئيس معهد الموسيقى الشرقي الذي تعطف جلالة الملك فؤاد برعاية بنائه، وتشريف حفل افتتاحه الرسمي في السادس والعشرين من ديسمبر سنة 1932. ويمضي رئيس المعهد، مؤكدًا أن المعهد زاد رفعة بفضل شمول جلالته له بالرعاية الملكية السامية
تمتلك الكاتبة قدرة مميزة على تكثيف اللغة واحتشادها. وهذا الأمر هو علامة من علامات الروح الشعرية في أي نص تخيلي وروائي. على العكس تمامًا من السير التي نعرفها للمبدعين الحكائين بدأت «عزة رشاد» بكتابة الرواية أولاً، فنشرت «ذاكرة التيه» عام 2003، ثم عادت فكتبت مجموعتها القصصية الأولى «أحب نورا أكره نورهان» ونشرتها 2005