العدد (168) - اصدار (9-2006)
اختصم شقيقان أمام أحد القضاة، ولما كانت القضية شديدة الغموض، فلقد قال لهما: - سوف أطرح عليكما ثلاثة أسئلة، ومن يستطع منكما أن يجيب عليها سأصدرُ حكمي لصالحه. وهنا صاح الشقيقان: - موافقان. بدأ القاضي فقال: - هذه هي أسئلتي
كأنّهُ صُوَرٌ تمرُّ في أحلامنا تمرُّ من أمامنا فتبْهرُ النظرْ نوْلٌ قديمٌ لم يَعدْ يذكُرُهُ البشَرْ أحَسَّ بالخطرْ لأنهُ مُقيمُ دُكّانُهُ قديمُ ينامُ في زاويةٍ وحيدْ كأنهُ شَريدْ
قال القلمُ الراقد على ورقةٍ بيضاء لنفسه متسائلاً: - هل أنا قادرٌ على رسم طائرة ورقية ملونة تسابق العصافيرَ في الجو!! هل أستطيع أن أرسم نخلة محملة بثمار البلح والأولاد تحتها يحاولون الصعودَ إليها للحصول على بعض ثمارها!! و... هل أستطيع رسم أحد الغربان وهو يطارد فراشة... أو قرداً يتشعلق على شجرة موز!!
في العُطلةِ الصيفيّةِ الماضيةِ زارَ سليمٌ عمّهُ في الرّيفِ، وعاشَ معهُ أيامًا ممتعةً، ثمَّ كتبَ عنهُ قائلاً: عمّي صالح رجلٌ سعيدٌ، حياتُهُ عملٌ واجتهادٌ، وأيامُهُ أفراحٌ وأعيادٌ، عمّي صالح يسكُنُ القريةَ التي وُلد بها، محبوبٌ عندَ سكّانِ بلدتِهِ لأنهُ لطيفُ المعاشرةِ، حُلو الكلامِ، كثيرُ الابتسامةِ يعيشُ حياةً عجيبةً غريبةً، لكنّها ممتعةٌ هادئةٌ
كان الأطفال مجتمعين حول جدهم ليستمعوا إلى إحدى حكاياته الحكيمة، بينما كانت السماء صافية، وكان الأطفال يلمحون السماء من فوقهم، المرصعة بآلاف النجوم المتلألئة، وكأنها القناديل المعلقة في السماء، والتي كان يتوسطها القمر، وتحيط به كإحاطة السوار بالمعصم وكان الظلام يخيم على المدينة، ويلفها بأثوابه السوداء، ولم يعكر هذا السكون العميق إلا صوت زقزقة العصافير وأصوات الطير الآتية من بعيد
كان هناك إسكافيٌ يؤدي عملَه وهو جالسٌ على مقعده وأمامه مائدةٌ صغيرةٌ يعمل عليها طوالَ النهارِ أمامَ بابِ بيته. وكان يقضي اليومَ بطولِه وهو يدندنُ بالأغاني خلالَ عملِه. وكان له كثيرٌ من الأبناءِ يذهبونَ ويأتونَ في الشارعِ بملابسهم المهلهلةِ. وعندما يحل الليلُ، وفي الوقتِ الذي تنشغلُ فيه الأمُ بطهي الطعامِ لهم، يسحب الإسكافي جيتارَه ويغني أغانيه التي يحبها في سعادةٍ بالغةٍ