العدد (543) - اصدار (2-2004)

مساحة ود بسمة فتحي

قد يصح تصغير اسم المرة من الشوق لتتحول شوقة إلى شويقة، فتوحي بهذا اللعب اللغوي الذي يعمد إليه الناس في أحياء مصر الشعبية ليـدللوا الأسماء والأشياء، ويدلوا على الكثير الكثـير بأقل القليل، ربما اتقاء للحسد، وربـما اتساقا مع ما جبلوا عليه من فرط الحياء. هكذا كان يناسب الاسم المسمى، فقد كان شوقا عارما للحياة والناس، وإن كان يخبئ ذلك فى عمق صدره العريض الذي يبدو معه وكأنه ريـاضي يشق دروب الحياة بصدره. فتيا كان، وحييا، وعالي الجبين خلقة وخلقا

حمى الوجبات السريعة سليمان الفهد

أتطلع وأبحلق مليّا في صورة قديمة تضمّني وأقراني تلاميذ المدرسة الابتدائية, وألاحظ أن الجميع - ما شاء الله عليهم - رشيقون كقلم الرصاص, وعود الكبريت, أو عصاة المعلم على أقل تقدير!

شعاع من التاريخ سليمان مظهر سليمان مظهر

كانت (داهية بنت لاهية) في عنفوان شبابها لا تتجاوز الثلاثين من عمرها, وهي تخطر بين قمم جبال الأوراس الجزائرية. ولم تكن تهتم لأحد من شباب قبيلتها الذين كانوا يلاحقونها ويتمنون رضاها حتى يستمعوا إلى حكاياتها وهي تروي أساطيرها التي كانت تبتدعها خلال جلوسها تحت شعاع القمر أو في جنح الليل حين يرخي سدوله, بينما تمد بصرها إلى الآفاق البعيدة وكأنها تستلهم أفكارها من السماوات العلا

مساحة ود بسمة فتحي بسمة الخطيب

وكنت أكتفي بممارسة الألم, وتأمله, واختزانه, لاختزاله في قصة قصيرة, أقوم بضمّها إلى أوراقي الكثيرة المبعثرة, لتعليبها في دولابي الأمين, وعدم السماح لأحد بأن يعبث بها, خوفا من الأعين البراقة, الفضولية, والألسنة المتشعبة, المتعطشة لخبر جديد, وكذلك كي أطمئن نفسي أنني نسيتها, ببشرتها النديّة الطرية كعجين الصباح المُختمر, وأصابعها الطويلة الرفيعة ذات الأظفار اللؤلؤية