العدد (532) - اصدار (3-2003)
بسبب موقعها الاستراتيجي المهم, مرّ عليها الكثير من الغزاة, وفي لحظة من التاريخ, اخترق الفرنج عن طريقها الجبهة العربية الإسلامية, لكنها حين جاءت الصحوة... تحررت, وعادت إلى الجسد العربي من جديد.
هكذا صرخ كريستوفر كولمبس مكتشف أمريكا الشهير وهو يستحث الملكين الإسبانيين فرديناند وإيزابيلا للاستيلاء على القدس الشريف والثأر لهزيمة الصليبيين. هذه سطور مجهولة من التاريخ تكشف عنها وثيقة نادرة.
على حافة الحضور والغياب, تختار هذه الشاعرة الحزينة أن تعيش خلف حجب من ظلال النسيان. لقد داهمها حزن موجع منذ زمن مبكر, وبالرغم من شغفها بالتجديد والثورة على عمود الشعر القديم والخروج من أردية كل ما هو تقليدي, فإنها لم تخرج من نبرة ذلك اليأس الذي لازمها, كأن أوجاع أمتنا العربية هي أوجاعها الشخصية. إن (العربي) تقدم من خلال هذا المحور
الأغاني الرقراقة للألم التي غنّتها نازك الملائكة في عدد من قصائدها الموزّعة في دواوينها الشعريّة من (مأساة الحياة وأغنية للإنسان) المنظوم ثلاث مرّات متباعدة خلال الأعوام 1945 و1950 و1965, إلى (شجرة القمر) المنظوم العام 1967, لم تقف بها عند هذا الحدّ من رومانسيّة العذاب وتدليل الألم العامل في أعصاب الشاعرة وقصائدها عمله الدءوب, بل توغّلت أكثر في اتجاه الامّحاء في اليأس, والدخول في رعب الموت أو (فوبيا الموت).
ذكرى العقاد مازالت باقية. إنه الكاتب القوي الذي آمن بالإسلام كقوة للتقدم وبالعبقرية البشرية قائدة لهذه القوة.وقد لا أجد في هذه الذكرى ما يمكن الرجوع إليه في كتابات العقاد - في هذه الفترة بالذات التي يتعرض فيها الإسلام ونبيّه الكريم للاجتراءات والتهجمات المبنية على ادعاءات وافتراءات فاسدة - أفضل من الرجوع إلى كتاباته في الإسلام