العدد (518) - اصدار (1-2002)
كان العام الماضي باهظ الثمن بحق, ثمن دفعه الشعب الفلسطيني من دم أطفاله وأرواح رجاله وخراب مدنه, وقد تم الدفع بالكامل في مقابل خمسين عاماً من الأخطاء العربية والعجز الذي لم نشهد مثله في تاريخنا, إن الانتفاضة الآن تدخل عامها الثاني وقد روى دمها الغزير أشجار الصبار اليائسة فنبتت فيها زهور صغيرة من الأمل, لعل هناك فجرا عربيا جديدا سوف يشرق من خلف مقابر الضحايا مبشراً بالحرية, إن الشعب الفلسطيني ورغما عن كل شيء يعيش أفضل فترة في تاريخه
لا يهم عدد الضحايا, المهم ألاّ تُهدر دماؤهم. ولا تهم الخسائر, المهم ألا نقدم المزيد من التنازلات السياسية. لقد كان ثمن الانتفاضة باهظاً ويجب ألا ننسى ذلك للحظة واحدة
في مواجهة هذه الآلة التدميرية الإسرائيلية لا بد من استراتيجية واضحة تعيد بناء الذات الفلسطينية القادرة على المواجهة