العدد (518) - اصدار (1-2002)
علاقتنا ـ كعرب ـ بالغرب علاقة حرجة, فلم تكن بيننا معركة فاصلة يذهب بعدها كل واحد منا إلى حال سبيله كما حدث مع الأمم الأخرى, ولم يكن ما بيننا مجرد خلاف عارض في الرأي أو المصلحة, ولكن كان ما بيننا علاقات متشابكة وصراعات أزكتها عوامل التاريخ والجغرافيا, لم تتعارض فيها المصالح بيننا فقط ولكن تقاطعت المصائر أيضا, توالت المعركة الواحدة إلى عدد من المعارك
في السنوات القليلة الماضية, نشرت عشرات الدراسات المعمّقة حول علاقة العرب بالغرب, والمثاقفة والاختلاف الثقافي, وحوار أو صراع الحضارات, ومستقبل الثقافات الوطنية والقومية في عصر العولمة, وغيرها. وبدا من خلال المؤتمرات والندوات العلمية التي عقدت من أجل تلك الغاية أن صورة الغرب التي تبلورت سابقاً لدى العرب من خلال انطباعات الرحّالة
هي إذن قبل كل شيء لحظة المواجهة مع النفس قبل المواجهة مع الغرب أو الشرق رغم شراسة الهجمة المعادية, وذلك تصحيحاً لهذه (العلاقة المشوهة) التي طالت وتطاولت, رغم أنها من المسكوت عنه في معظم الخطاب العربي الحديث والمعاصر
إن نظرية صدام الحضارات لا تعني سوى تصاعد وتيرة الإرهاب, فهي تضع خطاً فاصلاً بين حضارتين لابد أن يتم التصادم بينهما