العدد (756) - اصدار (11-2021)

التنمية والثقافة وليد الرجيب

للوهلة الأولى، قد تبدو العلاقة بين التنمية والثقافة غير منسجمة أو غير ذات صلة، ففي ذهنِ كثير من الناس التنمية تتصل بالبنى التحتية والتصنيع والعمران والاقتصاد بصفة عامة، بينما تتصل الثقافة بالكتاب والمسرح والموسيقى، مثل هذا المفهوم لا يسود سوى في مجتمعات جاهلة أو متخلّفة اجتماعيًّا وثقافيًّا.

نصف قرن على ميلاد نظرية في العدالة: المنطلقات والآفاق الزواوي بغوره

مع انتهاء سنة 2021، يكون قد مرَّ نصف قرن على نظرية العدالة التي قدَّمها الفيلسوف الأمريكي جون رولز في عام 1971، في كتابه: «نظرية في العدالة». ومنذ ظهورها وهي تتصدَّر المناقشات الفكرية والنظرية في المجالين العلمي و الفلسفي، وفي السجالات السياسية و الإيديولوجية بالمجال العام، و يتجدَّد حضورها النظري و العملي سواء بفعل الوقائع و الأحداث و التحوُّلات التي تعرفها مجتمعاتنا العاصرة، و بخاصة تلك المرتبطة بمسائل العدل و الإنصاف ورفع أشكال الظلم المختلفة التي تصيب الإنسان المعاصر، مثلما هو الحال المتعلِّق بالوضع الصحي الذي تعرفه البشرية منذ ما يزيد الآن على سنتين، و المتمثِّل في جائحة كورونا (كوفيد19)، و ما نجم عنها من تفاوتات ومظالم أصابت فئات اجتماعية كثيرة، وبخاصة تلك الفئات الهشة التي تعاني أمراضًا مزمنة، أو إعاقات مختلفة، أو إقصاء اجتماعيًا و سياسيًا، أو بفعل الإسهامات النظرية والفلسفية لمسألة العدل، والناجمة عن عمليَّات الإثراء والإضافة والنقد والاعتراض والتجاوز التي يقدِّمها أنصار وخصوم هذه النظرية على حدٍّ سواء.

جدلية الاستقرار والازدهار في الفضاء العربي د. مسعود ضاهر

كان كونفوشيوس يشدد في محاوراته مع تلاميذه على أن من أولى مهامّ السلطة السياسية العادلة ضمان الاستقرار الاجتماعي وتشجيع الازدهار الاقتصادي. ولا يقتصر عملها على تلبية حاجات الناس المادية، بل يتعداها إلى تلبية حاجاتهم الروحية والثقافية والفنية وتعميق القيم الإنسانية. تركز مقولة الاستقرار الاجتماعي والازدهار الاقتصادي، على أهمية التعاون الوثيق بين السلطة والمجتمع لتحقيق التنمية الشمولية وتنفيذ خطط استراتيجية عصرية هدفها حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المزمنة، والحد من انتشار الأمية والبطالة والفقر والأوبئة.