العدد (756) - اصدار (11-2021)

اقتناص د. سعيدة بنت خاطر الفارسي

بين سماءين أكمُنُ لاقتناصِها الصائدون كثرُ وهي تمعنُ في التمنعِ والاختباءْ

أدونيس المخاتل ثورة إبداعية على الثقافة العربية والنص الشعري صالح لبريني

الحديث عن الشاعر السوري أدونيس يستدعي الإلمام بمسار شعري وبحثي متحوِّل، غير مستقر على حال، وذاك - في اعتقادي- مزيّة المبدع الخلّاق، السابر أغوار السؤال الثقافي في نسقٍ ميزته الثبات والسكونية، نسق الثقافة المحنّطة والمحتمية بخيمة الأسلاف. هذه الأخيرة أصابتها لعنة المتمرّدين على النصيّة العمودية، إنها لعنة البحث عن أساليب مستحدَثة في القول الشعري، والتفكير المتحرّر لبناء نص شعري بعد هضم المنجز الشعري السالف، وتحويله إلى طاقة لتخصيب النص الشعري المحتمل. والشاعر أدونيس في مشروعه هذا يحمل بذور خلق لأبجدية شعرية ثانية تتّسمُ بجرأة تعبيرية ورؤية مغايرة للذات والكون، وتصوّر تمكّن من النبش في أراضٍ أخرى، أراضي الشعر البِكْر.

محمد زينو شومان بين القصيدة والتأمّل في ديوانه «فاصلة بين امرأتين» د. درّية كمال فرحات

إنّ الفنّ هو موهبة إبداع وهبَها الخالقُ لكلِّ إنسان... وهو النّتاجُ الإبداعيُّ الإنسانيُّ، حيث يُعدّ لونًا من ألوان الثقافةِ الإنسانيّة، وفيه خروجٌ عن المألوفِ في التّفكيرِ وفي النّظرِ أو الحكمِ على أيّ شيء، فمن خلال الفنون يعبّر الإنسانُ عن أناه وذاته أو عن رأيه أو إحساسه. والفن يعبّر عن الواقع بلمسات الجمال، وهو تحويل للواقع بواسطة أساليب تعبيرية، وأدائيّة من نوع خاص، وسواء أكان الفنّ عملية تحويل، أو عملية رمز، أو هروبًا من الواقع، أو تساميًا عليه، فلا يهمُّ ذلك. إنّما المهمّ أنّه انتقال من حقيقة عادية شائعة إلى عالَم يفوق الواقع ويتّصف بالجمالية، وحُسْنِ الذّوق.

جولة في أقاليم الشعر عمر شلبي

للشعر في الداخل الإنساني أقاليم، وهذه الأقاليم هي جغرافية الزمن الداخلي في الإنسان، وفيها مطر وعواصف وبروق ورعود، وفيها تفتُّحُ الداخلِ الإنساني بما تزرعه الأمطار فينا، وما تجلبه العواصف معها من مناطق تكوينها، وقتها يكون البرق صلة صورة المرايا الداخلية برؤية الشاعر، التي هي في جوهرها محاولة انتقاله من واقعه إلى العالَم الذي يريده، وهذا العالَم يقوم على الانفصال عن الماضي للانتقال إلى عالم جديد يخلقه هو، وبهذا تكون مهمة الشعر التمرُّد المتمثل في الثورة والانقلاب على واقعية المعطيات الجاهزة لخلق أكوان أخرى تتّسم بالجدة والدهشة والمجيء من عوالم نائية.

بلاغة الصورة في نَصّ مسرحي «أَصلاَل وظلال» نموذجًا عبدالوهاب الأزدي

تهتم القراءة الراهنة بتحليل الصورة على ظهر غلاف عمل مسرحي ورد بهذه العتبات: أصلال وظلال (مسرحية)، يليها: ذيل أصلال الغابة (لوحات سردية - قصص - حكايات)، بقلم د. عبدالجليل هنوش، وفي خاتمتها حاشية على الأصلال بقلم د. مصطفى متكل. (صدرت طبعتها الأولى عن دار العرفان بمدينة أغادير، المغرب. عام 2019م). في التلقي المشترك العام، الصورة هي «موضع لمقاومة المعنى»، وبالعودة إلى أنطولوجية الدلالة، يمكن التساؤل مع رولان بارت: كيف يأتي المعنى إلى الصورة؟ وأين ينتهي؟ وإذا كان ينتهي، ماذا يوجد وراءه؟

أسرار المعاني في تراكيب اللغة العربية محمد بن محمد الحجوي

نشأت هذه اللغة في جزيرة العرب، واكتملت قواعدها النحوية والصرفية والدلالية في البوادي والأمصار، فكانت لغة التواصل في الحياة العامة ولغة الإبداع الشعري بما نظم المبدعون من روائع القصائد والأراجيز، ولغة التراسل في الإبداع النثري بما صدر عنهم من خُطَب وحِكَم وأمثال سائرة وأقوال مأثورة، كل هذه الإبداعات الفنية والأدبية ترددت في نواديهم وأسواقهم الأدبية ومحافلهم الخطابية، وفيما علّقوا على أستار الكعبة من قصائد خالدة إعجابًا بأغراضها المتعددة ومعانيها الطريفة ولغتها الرصينة وصورها البديعة.