العدد (489) - اصدار (8-1999)
انتهت حرب البلقان، وواصل المشردون لملمة بقاياهم من بقاع الدنيا عائدين إلى أرضهم. المحروقة، لكن ما حدث على يد طاغية متوحش، يظل دافعا لاستيعاب العبر، وصب الإدانة ضد القبح والدمامة والوحشية. كانت المأساة كبيرة، وكانت الممارسات الصربية ضد مليوني إنسان من سكان كوسوفا مروعة امتزج فيها التهجير بالاغتصاب، والتهجير العرقي بالإبادة الجماعية، وإذلال البشر وامتهان كراماتهم بشطب الهوية والمحو من الأرض والحياة، في أبشع كارثة يختتم بها القرن العشرون
العين هي مدينة التاريخ، وهي أكثر الإمارات التي تحمل بصمات ذلك الزمن الغابر، لذا، فإن شاغلها الأكبر هو إعادة ترتيب هذا التاريخ بحثا عن هويتها، وتأكيدا لشخصيتها. كما تحدق "العين "مرسلة الطرف إلى بعيد، لاستكشاف خبايا الصورة واستلهام الواقع والحقيقة، أرسلت "العين "الإماراتية نظراتها الواعية المدققة، بحثا عن الهوية في التراث الخليجي والتاريخ الشفهي.
شكل يوم السادس عشر من مايو 1999 منعطفا تاريخيا ومهما في تاريخ الحياة الديمقراطية في الكويت، بعد أن فتحت الرغبة الأميرية الخاصة بمنح الحقوق السياسية الكاملة لنساء الكويت صفحة جديدة في هذا التاريخ ، أكدت النهج الديمقراطي الأصيل الذي اختارته الكويت منذ استقلالها.(1)
يمكن تشبيه الرؤيا الاستشرافية بالوقوف على ربوة عالية لاستطلاع آفاق المستقبل إنها نوع من الحدس التاريخي يحدد البوصلة التي نتجه على هديها. من المهم فك الالتباس الذي يحيط باستشراف المستقبل، وبالدراسات المستقبلية، حيث تعني الدراسة المستقبلية القدرة على التحكم في المستقبل من خلال الاستعداد بمجموعة من المبادرات والخطط المتراتبة لمواجهة الاحتمالات االمختلفة، ومن ثم فالعمل المستقبلي يستهدف إحداث نقلة نوعية متمايزة بين الحاضر والمستقبل