العدد (462) - اصدار (5-1997)

سأبقى مع الحب محمد إبراهيم أبوسنة

وكيف سآوي إلى جبل والبحار جبالٌ وكيف سيطلع فجري وليل جديد

أذرع مطاطية أحمد محمد السيد

عندما بدأت أشعر بتلك الأعراض لأول مرة, انتابني قلق شديد دفعني إليه غرابة تلك الأعراض وشذوذها فلم أكن حتى هذه اللحظة قد سمعت عن شخص يشعر باستطالة تدريجية في ذراعيه تجعلهما قادرتين على اختراق الجدران والأسقف ويشعر في الوقت نفسه بحدة جديدة في سمعه وبصره تجعله يعرف مايدور في الغرف المجاورة بل والبعيدة التي تبعد عنه بمسافات كبيرة.وتوجهت بعد يومين من التفكير المضني إلى طبيب صديق أخصائي في الأعراض الغريبة التي تنتاب الإنسان, كان عائدا إلى مدينتنا من الخارج منذ وقت قصي

سرير من الدانتيل يوسف أبورية

لو كن يمتلكن الساعات لضبطن فترات قدومه على الدقائق والثواني، يهل عليهن مع الساعات الأولى من النهار، يقبل من جهة الشارع الكبير الذي تقع فيه محطة القطار، تكون الشمس في مواجهته، فتضيء وجهه وجسده، وترمي خياله إلى الوراء. الخيال في هذه اللحظة من الصبا ويكون ضعف القوام.هذا مايحدث بالضبط مع قدوم الليل غير أن الظل يكون عكسيأ، وشاحبأ، لأن شمس الغروب التي تقف على سور المحطة العالي، تتوسط الشارع تمامأ، وملامح الوجه تكون أكثر هدوءأ وانبساطأ، فهو في غدوه الباكر يتلقى شمسأ ضاجة وقوية

زهرة الصباح يوسف الشاروني

الجديد الذي أضافه محمد جبريل في روايته الأخيرة، هو ذلك التوازي ـ أو التناص بلغة مصطلحاتنا النقدية المعاصرة ـ الذي أبدعه مع قصص ألف ليلة وليلة. وقد برهن ذلك التزاوج بين هذه العناصر، على أنه تزواج شديد الخصوبة، أنجب هذا الوليد ذا العشرات الموتيفات، كأنها أذرع إحدى الآلهات الهندية، والتي ماكان من الممكن إبداعه إلا بهذه الخلطة، أو التركيبة التي لا تجمع بينها إلا لحظة لابد أن يكون الوعي الفني قد استحال فيها إلى حالة وجدانية بين الصحوة والسكرة

ميم يحرث فى الآبار محمد علي شمس الدين

فلاح الغيب وساقية الأسرار يحفر أحيانا في القلب ويحرث أحيانا في الآبار

الغطاوي.. ألغاز شعبية كويتية محمد رجب النجار

الغطاوي" بحكم طبيعتها "الاختبارية" فن يقوم على السؤال المحير والجواب المحدد، على النقيض من الأسطورة، مغامرة العقل الأولى، فهي فن السؤال المحدد والجواب المحير.. في أقدم محاولة إنسانية لفك شفرة الكون ولغز الحياة أو طلسم الوجود. وإذا كانت أنماط التعبير الأدبي الشعبي تقتضي عادة راويا منتجا وسامعا مستهلكا، فإن الألغاز هي أكثر هذه الأنماط التي يحتاج قالبها الفني إلى راو مبدع (يسأل) ومجاوب مشارك (يرد عليه) بل سرعان ما يتبادلان المواقع، إنتاجا واستهلاكا، فهو أي القالب اللغزي

مدينة النحاس أحمد محمد المعتوق

ركائب الوفود عند باب هذه المدينة مدينة الأحلام والبروج والتمائم

شريحة لحم عبدالسلام عيد

بآخر قطعة من الرغيف، مسح (توم كينغ) ماتبقى في الصحن من بقع المرق الأبيض. مضغ لقمته الأخيرة وهو منشغل البال. قام عن المائدة والشعور بالجوع لم يفارقه بالرغم من أنه أكل وحده. فقد تم تنويم الأطفال مبكراً، أملا في أن ينسيهم النوم عشاءهم. زوجته هي الأخرى لم تذق شيئا. كانت تركز عليه في هدوء نظرات قلقة هزيلة، منهكة، فقيرة، تنتمي للطبقة العاملة. برغم ذلك فمحياها لايزال يحتفظ بقسمات جمال عابر. لقد أنفقت كل مالديها من ملاليم لشراء الرغيف، واقترضت من جارتها ما تعد به مرقا

الوجه الآخر من زينب جابر عصفور

لم يكن من المصادفة أن يكتب هيكل روايته "زينب " في باريس، من أبريل 1910 إلى مارس 1911. ضمن الفترة التي كتب فيها مذكرات شبابه الباريسي التي تبدأ من يوليو 1909 وتنتهـي في يونيه 1912. فالرواية هي الوجه الآخر من المذكرات في حركة الذات التي تستجيب إلى "الآخر" الأوربي بما هو في دائرة الفعل، وبما ينتقل بالحلم من مبدأ الرغبة إلى مبدأ الواقع. ويحيل القراءة في ذلك "الآخر" إلى كتابة عن الذات. ولذلك يصف هيكل روايته "زينب " في مقدمة طبعتها الثالثة، بأنها ثمرة حنين للوطن وما فيه، صورها قلم مقيم في باريس