العدد (446) - اصدار (1-1996)

الميوزيكال رياض عصمت رياض عصمت

أخذ فن الميوزيكال يحتل بالتدريج في عواصم العالم الفنية الكبرى مكان الأوبرا ، ولا يعني هذا أن الأوبرا اندثرت ، وأن أعمال فيردي وموزارت وسفاغنر لم تعد تقدم في عصرنا ، مقابل عدد متزايد من عروض "الميوزيكال" وإذا كانت الأوبرا تصنف عادة نوعا من أنواع الموسيقى ، فإن الميوزيكال أقرب إلى فن المسرح ، مما يجعل لها رواجا بين جمهور الشباب. وكما تألق في الأزمان الماضية مؤلفو أوبرا عظماء ، تسطع في سماء الميوزيكال البريطاني الأمريكي اليوم شمس أندرولويد ويبر من جهة ، وشمس كلود ميشيل شونبرغ وآلن بوبيل من جهة ثانية.

إطلالة على المسرحية النقيض محمد مبارك الصوري محمد مبارك الصوري

لا مراء أن المسرح اليوم يحظى بالإقبال العظيم من المشاهدين ويثير عددا كبيرا من القضايا المهمة سواء على الصعيد النظري أو في مجال التطبيق، ويكفي أن نتذكر من مسائله المهمة ما يتعلق بتراثنا العربي وهل انطوى على أشكال مسرحية لها طابع مسرحي، أو أن في هذا العزم تعسفا ومبالغة؟ وهل جاء المسرح العربي تقليدا للتجربة الأوربية في هذا المجال؟ أو أنه استنبت من بذور شعبية عريقة الوجود في البيئات العربية، ولم تقم التجربة الأوربية بأكثر من دور المنشط أو المنبه لبعث هذه الطاقة الكامنة؟

سعد الله ونوس جان ألكسان جان ألكسان

"عندما يتعرض جسدك للحريق.. هل من حائط تستند إليه سوى حائط المسرح؟" بهذه الكلمات خاطب المخرج جواد الأسدي صديقه الكاتب المسرحي سعد الله ونوس في رسالة مفتوحة عندما دخل محنة مرضه الخبيث الذي ما زال يجابهه بمجالدة تثير الإدهاش.الكاتب العربي الكبير يواجه مرضه أيضا وبإصرار على المزيد من العطاء المسرحي، فتظن وأنت تزوره - ولا نقول تعوده - إنك ستقف على رجل عزلة وانطواء، فإذا هو وجه عنيد ومكابر لرجل المسرح الفذ الذي (يختزل صخب الشوارع والمدن والتواريخ والأحداث).