العدد (433) - اصدار (12-1994)
لم أعتد الكتابة إليكم برغم أنني من قراء "العربي" منذ سنين طويلة. في العدد " 430 " سبتمبر 1994 وبأسفل الصفحة 33 في هامشها المعنون "عندما أحياها العرب في العصور المظلمة". الذي أعرفه أن المقصود بالعصور المظلمة عندما كانت أوربا تعيش في الجهل والظلام الفكري والمعيشي، أما هذه الحقبة الزمنية بالنسبة لنا فهي قرون الحضارة والعلم في العصر العباسي من الدولة الإسلامية وقد كان أحد مظاهر هذه الحضارة هو إحياء علم الكيمياء.
إنه ديسمبر، آخر شهور هذه السنة التي جاء وداعها غريبا، غرابة أمور كثيرة جرت على أرضنا العربية التي تبدو وكأنها لا تريد أن تعبر مخاضها الدامي الطويل والمرير. ففي الربع الأخير من هذا العام، وفي شهر واحد، تفجر حدثان مريران لكل منهما دلالته، وبينهما حبل متين من ملامح الأزمة العربية التي نعيشها.. أزمة النظام العربي، وأزمة الإنسان العربي. الحدث الأول هو حشد بقايا الآلة العسكرية لأحد غلاه الطغاة العرب - صدام حسين - على الحدود الكويتية،
تتعدد التعريفات حـول كلمة "الحضارة"، كـما تتعدد الاجتهادات حـول المؤشرات التي يمكن الاسترشاد بها لقيـاس التقدم الحضـاري. وبينما يظل الخلاف قائما حـول الجوانب الثقافية والاجتماعيـة فإن المؤشرات المادية تظل دائما سهلة القياس. في فترة سابقة كان استهلاك الحديد مؤشرا لامتلاك وسائل التقدم الحضاري، فمن الحديد يأتي العمران، وتتعدد وسائل النقل، وتشيد المصـانع وتولد الآلات..
عنـدما نلتقي الأصدقـاء ننظـر في عيـونهم، أمـا المنـاوئون والأعداء وذوو الـدم الثقيل: فننظر في أعناقهم، وهكذا نشأت هـذه العلاقـة الأثيرة بين الأهداف والأعناق، والتي بسببها - هذه العلاقة - نبالغ في تزيين العنق بـالحلي والمجوهرات، عنق الأنثى بالذات مضافا إليها مهراجـات الهند وكهنـة معابـد جنوب آسيـا، على الأقل: حتى لا يصطدم نظرنا بنتـوءات العنق البـارزة، وهي النتوءات التي تشي عن كثير مما مر بصـاحبها،
طغت شهرته كاتبا إذاعيا على شهرته شاعرا وأديبا، وانشغل الناس بأعماله التي تعد من عيون الأدب الإذاعي - وفي مقدمتها صياغته الإذاعية لحلقـات "ألف ليلـة وليلـة" و"ألف يـوم ويـوم" والأوبريـت الغنائي "رابعة العـدوية" ومئات البرامج الدرامية والغنائية - انشغلوا بها عن قيمتـه الشعرية والفنية الرفيعة باعتباره واحدا من الشعراء المبدعين في جماعة أبوللـو التي كانت روحا ثائرة ومتمردة وحركة تجديدية في الشعر العربي الحديث.
قد لا يكـون ريتشارد بريستون مثل كـاتب الـرعب ستيفن كنج، لكنـه يملك بالتأكيد القدرة على بث الفزع في القلوب، وهو ما فعله بـالتأكيد في كتابه الجديد The Hot Zone "المنطقة الساخنة" الذي صدر أخـيرا عن دار نشر Random House في 400 صفحـة. ويتحدث الكتاب في البداية عن قصة شارل مونيه، وهو رجل فرنسي كان يعيش في كينيا وأمضى ليلة عيد الميلاد في عام 1980 يتجول حول كهف "كيتوم"، وهو كهف على درجة من الضخامة بحيث يكفي لكي يدور داخله قطيـع كـامل من الفيلة، وبعـد ذلك ببضعـة أيام، وجد مونيه ميتا، وقد وجدت جثته متحللة تماما بفعل فيروس قاتل أصابـه في منطقة بالقرب من الكهف.
طول القامة وليس ثقب الأوزون هو ما يهدد البيئة .. هذه آخر الصيحات في الغرب صاحب الصرخة هو الأستاذ في جامعة سان ديبغو الأمريكية ، واسمه "توماس سامراس"، وقد وضع اكتشافه المرعب في كتاب يحمل عنوان "الحقيقة حول طولك". وقد توصل سامراس إلى اكتشافه عبر أبحاث استغرقت 7 صنوات ، استخدم خلالها ملايين الإحصاءات المخزونة في بنوك المعلومات وأجهزة الكمبيوتر،