العدد (428) - اصدار (7-1994)

الطيب صالح ومروان ناصح المحرر

من من القراء لا يعرف الطيب صالح ذلك الأديب العربي النادر ندرة الذهب، إذا تحدث وإذا صمت، وإذا شارك في مسيرة آدابنا العربية أو وقف شاهدا عليها، خرج من أعماق السودان محملا بتراث الصوفية والوجد ثم غاص في دهاليز الحضارة الغربية ناقما ومفتونا، امتزجت في كتاباته هواجس الماضي، ورحل في شرايين دمه فرسان عرب اكتسبوا سمرة الجنوب وحلموا دون جدوى بالعدل المفتقد، وأعطاه الغرب نوعا من البصيرة فرأى نفسه وقومه كما لم يرهم أحد من قبل، يبدو هذا واضحا في "موسم و مروان ناصح الهجرة إلى الشمال" وفي "دومة ود حامد"، وحتى في أغنية العرس الطويلة التي أطلق عليها "عرس الزين"، ورغم قلة أعماله الإبداعية إلا أن بصماته كانت غائرة، وما زالت كتاباته المتناثرة في الصحف والمجلات العربية عنوانا على أستاذية النثر وعشق التراث والرغبة الحارة في البحث عن الجذور