العدد (768) - اصدار (11-2022)

«الديمقراطية أفضل العوالم الممكنة» تحليل لعبارة مربكة الزواوي بغوره

لا يخفى على أحد ما تتضمَّنه هذه العبارة من إرباك، سواء على مستوى الدلالة اللغوية أو على مستوى السياق الراهن محليًّا ودوليًّا، لذلك فإنَّ إجراء تحليل أولي لها يحتِّم عليَّ في المقام الأول استحضار عبارات مماثلة لها في وصف الديمقراطية، والديمقراطية الليبرالية على وجه التحديد، ومنها العبارة المشهورة لرئيس الوزراء الإنجليزي «ونستون تشرشل» الذي قال: «الديمقراطية أسوأ أشكال الحكم، باستثناء الأشكال الأخرى المجرَّبة».

الفكر الصيني بمواجهة الفلسفة الغربية بسام بركة

عندما يكون لأحدٍ ما حديقة يعتني بها، لا بد أن يجول فيها عدة مرات في الأسبوع، من أجل مراقبة المزروعات التي تنبت أو لا تنبت، وتلك التي تنمو جيدًا أو لا تنمو، وتلك التي يجب استبدالها أو تسميدها، إلى ما هنالك. يُشبّه المفكر الفرنسي فرنسوا جوليان حال هذا البُستانيّ بحال الفيلسوف الذي يتوجب عليه أن يجول باستمرار في كل المفاهيم والنظريات التي تُكوّن ميدان عمله، وأن يميز ما فيها من الجوانب التي تنير سبيل تفكيره أو تصلح لابتكار مجالات جديدة في الحقل الذي يعمل عليه.

أمين الريحاني وثقافة التكامل بين الشرق والغرب د. سامي أبو شاهين

أمين الريحاني (1876-1940م) كاتب وفيلسوف لبناني من روّاد أدب المهجر في عصر النهضة. هاجر إلى أمريكا منذ صباه، وتنقّل بينها وبين لبنان، كما زار البلدان العربية وإسبانيا الأندلس... فاخر بعروبته ودعا إلى الوحدة العربية، تأثر بمبادئ الثورة الفرنسية القائمة على الحرية والمساواة والعلمنة والتسامح الديني... تميّز بنزعته الإنسانية التي سيطرت على ثقافته، فحاول التوفيق بين الشرق العربي والغرب، من أجل تحقيق السعادة الإنسانية والراحة البشرية، بعيدًا عن العرق والدين والانتماء، معتمدًا سياسة التوفيق بين مادية الغرب ومثالية الشرق، والسمو بالإنسان الشرقي والغربي معا نحو التكامل المنشود الذي لطالما حلم به.

مجلة العربي... لكل عربي صلاح الهاشم

كنا في جبل طارق على بعد حذفة عصا من سبتة ومليلة في المغرب قررنا تناول الغذاء في سبتة التي تبعد نحو ثلاثين كيلومترًا، أخذنا قارب أحد الأصدقاء وخضنا في مياه البحر الأبيض الذي خاضه طارق بن زياد صاحب الجبل المسمى باسمه. وصلنا سبتة، دخلنا بعد إجراءات أمنية بسيطة، كانت هناك مجموعة من الشباب المغاربة على قواربهم الصغيرة يعيدون حياكة شباك الصيد استعدادًا لدخول البحر، ذهبت بدافع الفضول لإلقاء نظرة على قواربهم، كان بعضهم قد عاد لتوّه من البحر، حين رآني أتكلم بالفرنسية خاطبني بالفرنسية فأجبته بالعربية بدا سعيدًا، وسألني: هل تريد شراء الحوت؟ تلفت ونظرت في قاربه جيدًا، لم يكن هناك حوت كما أعرفه، فسألته: أين الحوت؟ فأشار إلى أسماك صغيرة، فتذكرت ضاحكًا أن أهلنا في المغرب يطلقون وصف الحوت على السمك أيًا كان حجمه!