العدد (405) - اصدار (8-1992)

القـنـفذ مصطفى أبوالنصر مصطفى أبوالنصر

" اندفعت أجري كالملسوع تجاء الصوت الذي اخترق أذني، وأنا قابع في مكاني المعهود في أقصى الحارة. كانت الظلمة قد اكتنفت الكون، بحيث قُدرِّ لي أن أخوض في مياه المستنقعات الأسنة، التي مرّت عليها آلاف السنين، وهي تنشر بيننا الأمراض- فى دأب وإصرار- من خلال الذباب والبعوض والصراصير والفئران والقُمل. لم أستطع أن أكبح نفسي، فأتصامم أو أدعي اللامبالاة. وحين رأيتني في الوسط، توقفت. لم يكن ذلك بإرادتي، وإنما لعدم قدرتي على تحديد المصدر. ساد السكون ثانية.

رواية "النظر إلى أسفل" حامد أبوأحمد حامد أبوأحمد

هذه ثاني رواية يصدرها الكاتب الروائي محمد جبريل خلال عام 1991، حيث صدرت له رواية "قلعة الجبل" عن دار الهلال بالقاهرة في بداية العام المذكور. وبذلك تضاف هاتان الروايتان إلى أعماله الروائية الأخرى التي نشرت خلال عقد الثمانينيات ومن أهمها "إمام آخر الزمان" و "من أوراق أبي الطيب المتنبي" و "قاضي البهار ينزل البحر". ويحاول محمد جبريل في بعض رواياته أن يستلهم التراث، لكنه في بعضها الآخر يركز على الهموم الخاصة والعامة للإنسان المعاصر بكل ما تحمل من آمال وآلام وإحباطات.

النقد الغائب والحرية المشروطة حسام الخطيب حسام الخطيب

يكثر بين أهل الثقافة الحديث عن التخطيط للمستقبل الثقافي العربي، ويدور نقاش متصل حول أسس الاستراتيجية المنشودة للمشروع الثقافي العربي. وعلى طريقة الإلغائية، المقصودة حينا وغير المقصودة حينا آخر، يندر أن ترد إشارة إلى مشروع جليل في هذا الشأن، قد يختلف معه المرء وقد يتفق جزئيا أو كليا ولكن يصعب تصور إمكان تجاهله. وهذا المشروع هو: (الخطة الشاملة للثقافة العربية).هي خطة في ثلاثة مجلدات وخمسة أجزاء صدرت في الكويت عام 1986 بالتعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ودولة الكويت.

الطب والأدب أو الزوجة والعشيقة أحمد علبي أحمد علبي

ثنائية الطب والأدب قدمت لأفق الإبداع نجوما لوامع، لكن هذه الثنائية المدهشة ما زالت في حاجة إلى المزيد من الضوء، لعل يستبين كنهها.هناك نوع من المعرفة تدعونا الحياة دائما إلى تحصيله والتمتع به، ويتمحور حول الاحتكاك بالناس والمجتمع والطبيعة وفي التفاعل مع هذه العناصر جميعها. ومن قصر زاده على الكتب فهو قد استرشد بقول شوقي: "أنا من بذل بالكتب الضحابا". ويهمنا هنا التأكيد على أن الصحائف وحدها تجربة ناقصة، فمن يعش، مهما لاقي من انتكاسات، بغير صحب وبشر ومجتمع يغلي بالحركة، فهو الخاسر.

المكان يتسع للجميع محمد إبراهيم الشوش محمد إبراهيم الشوش

ربما كان السودان واحدا من أكثر البلاد الإسلامية تأثرا بالجو الروحاني والاعتقاد في الأولياء، وعندما نتأمل أعمال الأديب العربي الكبير الطيب صالح سوف نرى كيف استطاع أن يحول هذه المؤثرات إلى قوى إيجابية إنسانية منتزعة من إيمانه العميق.التأثير الديني الروحاني من أقوى المؤثرات الشعبية حضوراً في الأدب السوداني ولا يمكن لأديب سوداني يصدق في التعبير عن بيئته- بغض النظر عن موقفه الشخصي أو المذهبي- أن يتغاضى عن هذا التأثير الجامح.

حسابي في المصرف زهير شفيق رومية زهير شفيق رومية

عندما أدخل مصرفاً أرتعب: يرعبني الموظفون وترعبني المكاتب ويرعبني منظر النقود ويرعبني كل شيء فيه.في اللحظة التي أمر فيها عبر أبواب مصرف ما واحاول القيام بعمل هناك، أغدو رجلا أحمق لا أبالي بشيء.عرفت هذا من قبل، لكن راتبي زاد إلى خمسين دولار في الشهر فأحسست أن المصرف هو المكان الوحيد لحفظه.وهكذا دخلت أحد المصارف متأرجحا ونظرت إلى الموظفين وجلا. وكانت لدي فكرة هي أن كل شخص على وشك أن يفتح حسابا في مصرف لابد له من أن يستشير المدير.

عصر الرواية جابر عصفور جابر عصفور

وصف أحد النقاد الكبار الرواية الأوربية بأنها ملحمة الطبقة الوسطى (البرجوازية) التي تكشف عن ضياع الإنسان وغربته في المجتمع الحديث، فقد نشأت الرواية الأوربية عندما تحطم التكامل بين الإنسان وعالمه، وظهرت الحاجة إلى قصة يبحث بطلها المغترب عن عالم أكثر تكاملا، عالم تتحقق فيه رغباته. هذه النشأة جعلت الرواية الأوربية شكلا من أشكال المفارقة التي تتجسد في توتر المسافة الفاصلة بين الواقع الملموس والمثال الغائب، فما بين توتر هذه المسافة تولدت الرواية

كان اسمه دمي.. محمد يوسف محمد يوسف

هذا الذي واريته التراب.. واحتسبته

المسافات يا فاطمة أحمد النبهان أحمد النبهان

المسافات أوسع من طعنة الغدر يافاطمة