العدد (652) - اصدار (3-2013)

الأسود والألوان أمين الباشا

يبقى كل شيء على حاله إلى أن تستيقظ العصافير وقد انتصف النهار وصارت الشمس في قلب السماء، بقيت الأشياء على حالها لأن الأشجار والأزهار تخضرّ وتتلوّن حبًا بألوانها، تعطي الفرحة للناظر إليها ولمن يشمّها دون أن تقرر هذا، فهي خُلقت لأن تكون عطرة وملوّنة كأنها اختيرت للفرح وللراحة والبسمة. عندما سمع صديقي ما قلته عن الأشياء والأزهار والعطر والألوان، ابتسم، قلت لنفسي: لعلّه شعر ورأى ألوان الطبيعة وشمّ عطرها فابتسم، تابعت قائلاً لذاتي: هذا نجاح لي

تنافس إبداعي في الإنتاج السينمائي اللبناني الحديث: نديم جرجورة نديم جرجورة

شهدت بيروت، في الأعوام القليلة الفائتة، ما يمكن وصفه بـ «نهضة» سينمائية متواضعة، تمثلت أساساً بتحقيق أفلام وثائقية متنوعة، مزجت الشكل السينمائي بمضمون سجالي، طال الهوية والذاكرة والعلاقات الإنسانية المرتبكة في المجتمع اللبناني، كما تناول حكايات فردية، هي جزء أساسي من الحكاية الجماعية لتلك الذاكرة التي تكاد تنقرض، مع أن أمكنتها حاضرة في المشهد اللبناني، ناسها لاتزال غالبيتهم الساحقة «حية ترزق». بدت هذه الأفلام الوثائقية منسجمة ومنطق تحصين هذه الذاكرة من الانقراض

كتاب المنمنمات تأملات تأويلية على لوحات تشكيلية نور الدين محقق

«كتاب المنمنمات».. كتاب لوحات تجتمع فيها السريالية بواقعية المتخيل، كما تجتمع فيها صور الكائنات الحية بمختلف تجلياتها الكائنة والممكنة، هو كتاب فن حيث الطيور تقع على أشكالها ولا تقع، حيث السماء تلتقي بالأرض ولا تلتقي، وحيث المكان يصبح زمانا غير قابل للقبض عليه. هنا في هذا الكتاب تتحول اللوحات التشكيلية إلى منمنمات غاية في الدقة، لا تنتمي إلا لعوالمها التعبيرية الخاصة

جاكوب فان رويسدايل.. «بحر عاصف» عبود طلعت عطية

لو طُلب إلى أي مؤرخ فن أن يعدد أعظم أربعة رسامين هولنديين خلال القرن السابع عشر لذكرَ حكمًا اسم رويسدايل (1628-1682) إلى جانب رامبراندت وفيرمير وفرانز هالز. وتعود مكانة رويسدايل هذه إلى المناظر الطبيعية التي رسمها، وريادته في التعامل مع الطبيعة كموضوع رئيسي ووحيد في اللوحة، وليس كمجرد خلفية لحدثٍ ما كما كان رائجًا قبل عصره وخلاله أيضًا