العدد (655) - اصدار (6-2013)

لبنان ودعوى أمومة الأرض للتاريخ أحمد بيضون

لا جدال في أن تاريخ المجتمعات والحضارات الذي تتعاقب فصوله على نطاق معين من الأرض تستجيب ملامحه، على أنحاء مختلفة، لأثر الأرض التي يدور عليها، بموقعها وتضاريسها ومناخها وسائر بناها. فإن العين المجردة - إن جازت العبارة هنا - تبصر ما تتصف به المجتمعات الصحراوية، مثلا، من وجوه شبه تقرّب ما بينها وتميزها عن مجتمعات الجبال - مثلا أيضا - أو عن مجتمعات أحواض الأنهار أو مجتمعات المدن الساحلية.. إلخ

بنات النيل.. كشف حساب ختامي لنضال المرأة المصرية عمرو عبدالعزيز منير

بعد أن افتتحت الجامعة المصرية رسميا في 21 ديسمبر 1908م، رأى بعض القائمين على أمرها ضرورة الأخذ بيد المرأة المصرية والارتقاء بها أدبيا وعلميا، ومن أجل ذلك خصصت الجامعة ابتداء من العام التالي من افتتاحها محاضرات خاصة بالسيدات تشمل تاريخ المرأة على مر العصور، وبرغم الحذر الشديد في اتخاذ هذه الخطوة خشية غضب المحافظين على التقاليد، ومفاجأة الرأي العام بشيء لم يستعد له فإن بعض الصحف المصرية باركت ذلك الاتجاه وهللت له وشجعت على دراسة العلوم النسائية للنساء موضحة أن النساء المصريات في حاجة كبيرة إلى من يصقل أفكارهن ويقوِّم اعوجاجهن ويرفع عنهن غشاوة الجهل، فطالبت جريدة «الظاهر» بإنشاء جامعة للنساء حتى يتعلمن ما لهن وما عليهن فقالت: «نريدهن متعلمات عارفات بكل ما يجب لهن وعليهن، بارعات في تدبير المنزل والنظر في شئون أطفالهن

خالد عبدالكريم جمعة.. راحل خلَّف فراغًا سليمان الشطي

واحد من بضعة طلبة بدأوا بلبس النظارات الطبية، وجهه المستدير لا تفارقه ابتسامة، ساخرة، أو مستفهمة، أم أنها طبيعة فيه، وهكذا ظل خالد عبدالكريم جمعة، حتى وهو يهتز غضبا ترى شكل الابتسامة على وجهه أو نصف ضحكة يطلقها وهو يتحدث ناقدا أو محتجا أو شارحا مصوِّبا لنا بعض ما لا نعرف من النحو أو مضيفا معلومة تراثية محجوبة في مكمنها. واضح من مشاركته المقتصدة المحددة في أي حوار أن تكوينه الداخلي تشكل ليكون أقرب إلى أهل البحث اللغوي والنحوي الذين يدققون في الكلمات، وليس مثلي من أهل الأدب الذين تتبارك في أفواههم الكلمات والجمل

ست الملك.. في البدء كان القتل محمد المنسي قنديل

كان «الحاكم بأمر الله» أصغر منها سنًا وأكبر حجمًا وأقوى بأسًا، وبدا الأمر جد غريب عندما وضع رأسه على صدرها وبدأ يبكي، يكاد رأسه الثقيل يطبق على أنفاسها، طفل عملاق في الخامسة عشرة من عمره، تدخل أصابعها في شعره وتمسّده حتى يهدأ، ورث عن أبيه مظهر الجبارة القادمين من الصحراء، لكن نفسه الغريرة مازالت قاصرة عن مجاراة جسده، أصبح خليفة وحاكما، ولكن الإهانة غصة في حلقه، يهتف من خلال عبراته