العدد (619) - اصدار (6-2010)
تقدر الأعمال العربية الدرامية (المسلسلات) التلفزيونية التي بثت في شهر رمضان للعام الماضي بحوالي مائتي عمل، نتحدث عن حوالى بليون دولار أنفقت على الدراما هذا العام، وعلى الرغم من ذلك فإنها أعمال يغلب عليها أنها لا ترقى إلى التعبير عن متطلبات المدن وحياتها وتشكلاتها، وهي الفلسفة الأساسية المفترضة للدراما والرواية في الحياة المعاصرة، وهذا هو السؤال الملح المفترض أن يشغل اليوم المهتمين بالثقافة العربية، لماذا ننفق كثيرا ولا نحصل على ما ننتظره من الأعمال الروائية والدرامية؟
كنت أستمع صباح البارحة إلى السيمفونية الثانية لـ «جوستاف» ماهلر Mahler، وكنت قد أحببت وتذوقت موسيقاه منذ سنوات، عندما حضرت حفلاً موسيقياً في صالة «جافو» Gaveau في باريس وكان في البرنامج السيمفونية الخامسة، وبقيت أنغامها في رأسي، وتوثّقت صلتي بموسيقى «ماهلر» ومازالت، وهذا يعود إلى السبعينيات من القرن الماضي. اكتشف أبوه ومنذ السادسة من عمره أن ابنه مؤهل ليدرس الموسيقى، ولم تكن العائلة ميسورة وعدد الأبناء والبنات عشرة
ما حجم التضحيات التي يجب أن تقدمها المرأة لكي تصبح رسامة وتحتل مكانتها على قدم المساواة مع كبار أساتذة عصرها؟ السؤال قد يبدو بليداً اليوم. ولكنه لم يكن كذلك في القرن التاسع عشر، بعد أربعة قرون بدا فيها تاريخ الفن مجبولاً من الرجال فقط. وفي سيرة ماري كاسّات وأعمالها ما يشكل جواباً. هي ابنة أسرة أمريكية ثرية، رفضت العيش التقليدي المتبع في محيطها، وسافرت إلى أوربا للدراسة، وتكريس حياتها للرسم