العدد (617) - اصدار (4-2010)

يوسف عبد لكي.. صمت بالأبيض والأسود مي مظفّر

أعمال يوسف عبد لكي، سواء أكانت حفرا على المعادن أو رسما بالفحم على القماش، هي قليلٌ يُراد به الكثير. مفردات محدودة، وألوان تقتصر على الأبيض والأسود، صور درامية تكتنز بالأسئلة. ينتقي عبد لكي «المولود في القامشلي في سورية 1951» موضوعاته من الطبيعة والحياة اليومية. مفردات قليلة يرسمها بدقة وموضوعية، يسلّط عليها الضوء ويقدمها بعناية صانع ماهر. إنها أجسام هامشية وعابرة، إن لم تكن ميتة وتالفة

توماس غينسبورو.. «لايدي آلستون» عبود طلعت عطية

إن أفضل حديث عن الرسام الإنجليزي توماس غينسبورو يبدأ بتناول رسام آخر، وينطلق من زمن مختلف يعود إلى القرن السابق لظهوره. ففي القرن السابع عشر، سيطر الرسام الفلامنكي السير أنتوني فان ديك على الحياة الفنية بأسرها في بريطانيا، من خلال رسمه للصور الشخصية للملك، والأرستقراطية التي عرف كيف يمتدحها ويعظم مكانتها في لوحاته. وعندما توفي فان ديك في العام 1641م، كان مجموع اللوحات «الإنجليزية» التي خلفها وراءه بلغ نحو 350 لوحة

عنف الصورة وسطوتها عبدالحق ميفراني

يتحدث بيير بابان عن مقولة «الانفعال» كبوابة دخول إلى عالم السمعي البصري، سواء تعلق الأمر بمشاهدة التلفزة أو إبداع ملصق إشهاري. وتضاف إلى هذه المقولة، مقولات الهالة الروحية (Ground), الصورة (Figure)، التي تعتبر أساسية لفهم اللغة السمعية البصرية. ويقصد بابان بالهالة الروحية عدداً من العناصر هي: الخلفية وجوهر الواقع، البيئة، السياق، المظهر، الوعي واللاوعي، فضلاً عن طبيعة التفخيم «Modulation» التي هي من طبيعة اللغة السمعية البصرية

المرآةُ كاذبةُ أمين الباشا

الشّبهُ بيننا يعود إلى الماضي، إلى ماضي كل شخص منّا، أنفي يشبه أنف أبي، وأنف أبي يشبه أنف جدّي، وأنف جدّي يشبه أنف أبيه، أعضاؤنا من أعضاء أجدادنا، لسنا أشخاصاً مميّزين، كل شيء فينا من غيرنا، هذا الغير الذي أوجدنا، لا تفرح بجمال أنفك وسحر عينيك وعذوبة شفتيك، هي ليست لك، كل ما لديك ليس لك، سيأخذه منك مَن سيأتي بعدك، ومَن سيأتي بعدك، سيأتي مَن سيأخذه منه.. و.. مَن يقول أنك ستموت؟ لا.. لن تموت، لم تمت يوماً، لم يمت أحد

المخيلة الإبداعية في أفلامنا العربية نديم جرجورة

هناك حالة سينمائية عربية جديدة، بدأت تنمو في صناعة الأفلام الروائية والوثائقية منذ أعوام قليلة للغاية. تمثّلت هذه الحالة باختيار المخرجين أحد أفراد عائلاتهم، كالأب/ الأم أو الجدّ/ الجدّة أو أقارب قريبين جداً، مادة درامية لنتاجاتهم، منطلقين منها إلى إعادة رسم ملامح اجتماعية وثقافية معيّنة، وسرد لحظات تاريخية ما. أو باختيارهم أفراداً لا صلة قرابة بهم، لإضاءة مشهد إنساني عام. واضحٌ أن هذه الحالة لبنانية وفلسطينية في المرتبة الأولى، في المرحلة الراهنة على الأقلّ