العدد (705) - اصدار (8-2017)
شكلت قيمة الجمال على مر العصور أبرز الحقول التي عرفت حضوراً عميقاً وعريقاً، سواء في الثقافة الشعبية المغربية بشكل خاص أو في بقية الثقافات الأخرى بشكل عام، حيث تحضر بشكل قوي في مخيلة المجتمعات، وإن بأشكال مختلفة. هذا الحضور نجده داخل مجموعة من العناصر الثقافية المشكلة للذاكرة الجماعية، وبالأخص الحكاية واللغز والشعر والمثل، وغير ذلك من الأشكال الشفهية البسيطة، التي - على الرغم من أنها ارتجالات شفهية تتسم بالتلقائية والسذاجة أحيانا - فإنها تعكس تصورات وتمثلات المجتمع للجمال.
برزت على الساحة الفكرية العالمية في الآونة الأخيرة موضوعات مثل التسامح والاعتراف بالآخر والتعايش والحوار وغيرها، وأخذت حيزاً كبيراً من النقاشات الفلسفية، وتفاوتت آراء الفلاسفة فيها، محاولة منهم لمعاجلة الإشكاليات التي دفعت إلى نقاش تلك الموضوعات. وكما هو معروف أن عدداً من الفلاسفة في العصر الحديث ناقشوا تلك الموضوعات، من أبرزهم جون لوك وجون ستيورات مل وجان جاك روسو وغيرهم، بمعنى أن تلك الموضوعات ليست جديدة على الساحة الفلسفية، فلماذا العودة إذاً إلى مناقشتها مرة أخرى؟