العدد (691) - اصدار (6-2016)

المــــرأة العربيــة... هل تؤدي دوراً ذا قيمة في السياسة والتنمية؟ محمد أبو غيور

الحقيقة التي تفرض نفسها على الباحث الموضوعي الأمين هي أن مجتمعنا يضع المرأة في وضع أدنى بكثير من الذي يضع الرجل فيه، فهو مجتمع مركز حضارته الرجل، تدور الحياة كلها حوله، وتتحرك الأمور بفعله، ويتوجه العمل العام لتحقيق حاجاته وتطلعاته. أما المرأة، فسواء في نظام تقسيم العمل والقيم الأساسية التي يقوم عليها، أو في الإعداد الذي تتلقاه في مراحل التنشئة المختلفة، أو في ما يوكل إليها من مسؤوليات ومهام، وحتى في ما تزوَّد به من تصورات لذاتها أو إمكاناتها فإنها تعد لدور طفيلي في الحياة، يتسلط عليها فيه الرجل حتى تصبح مجرد موضوع أو أداة لإشباع رغباته وإرضاء طموحاته.

زها حديد وأنا... كل تصميم عظيم يبدأ بتحطيم القيود إيهاب العاني

يؤسفني أن أكتب هذه السطور بعد رحيلك، لمجلة في عام 2016، وهي خواطر لطالما راودتني ورغبتُ في إرسالها لك شخصياً بالبريد إلى عنوان شقتك في لندن, ولكن رغبتي في مراسلتك لم تتحقق، ليس لغياب الجرأة, بل لأنني كلما دخلت إلى «جوجل» للبحث عن عنوان شقتك وكتبت Zaha Hadid Appartment فوجئت بمئات الروابط لمئات الشقق والمباني التي ستبقى عناوين يحلق حولها كل المعماريين الباحثين عن الإلهام, وكنتُ كلما فعلت ذلك تورطتُ وأبحرتُ ساعات طوالاً في هذا المحيط المبدع من الأعمال، ناسياً السبب الذي دفعني أساساً لتصفح الإنترنت، وهو العثور على عنوانك!

في بيتنا مكتبة! جهاد فاضل

يكاد ما يسمى بــ«ركن المكتبة المنزلية» يختفي من البيوت القديمة والجديدة على السواء، بعد عزّ طارف وتليد كما يقولون. فقد كانت لهذه المكتبة أهمية كبيرة في حياة الأسرة وفي تربية الأجيال الجديدة على الخصوص، حيث يعود إليها أفراد الأسرة في ساعات معينة من الليل والنهار، بل في أي وقت يجدون فرصة للتمتع بالمباهج التي يقدمها خير جليس في الأنام، لمن يتصفّحه.

الكاذبون وأنوفهم الطويلة.. الخديعة والحيلة في التواصل الإنساني منصور مبارك

الأرجح أنه ليست هناك شخصية صهرت مفهوم الكذب في مزيج من الواقعية الفعلية والخيال الطلق مثل شخصية «بينوكيو» التي أبدعها الإيطالي كارلو كولودي في كتابه «مغامرات بينوكيو» الصادر عام 1883. وعلى الرغم من أن كل مجتمع يرسم وفقاً لثقافته وقيمه الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والكذب، فإن أعمال المخيلة في سلوك بينوكيو وتصرفاته على النحو الذي أعيد فيه تركيب الواقع والخيال ليكونا قبالة الحقيقة والكذب، هما ما صنع الفارق في هذه الشخصية الطفولية، فقدمت نموذجاً لصراع المشاعر الإنسانية الذي تضرب جذوره عميقاً في مجاهل النفس البشرية. كان أنف «بينوكيو»، مراراً وتكراراً، يستطيل حين يكذب ويعود لحجمه الطبيعي بقوله الحقيقة، وبمساندة صديقه جيبتو ودعمه، بدأ «بينوكيو»، بتوق جامح، استكشاف الكذب والحقيقة واختبارهما، وغدت علاقاته بالآخرين ميداناً يخوض فيه مغامراته الجسورة.