العدد (614) - اصدار (1-2010)

هيرتا - مولر: نوبل 2009 .. طوبى للمنفيين!.. أشرف أبو اليزيد أشرف أبواليزيد

بعد أن أعلنت الأكاديمية السويدية يوم الخميس الثامن من أكتوبر فوز الشاعرة والقاصة والروائية والكاتبة الألمانية ، الرومانية المولد ، هيرتا مولر بجائزة نوبل عام 2009 م ثارت أكثر من قضية ، يتصل كل منها بالآخر ، كما تتصل شرايين الجسد معًا لأن تلك هي قضايا إنساننا المعاصر والمحاصر ، التي عبرت عنها الأديبة الكبيرة . في هذا الملف تقترب العربي من عالم مولر ، في مقال استهلالي لأشرف أبو اليزيد ، وترجمة لبعض من إنتاجها السردي والنقدي والحواري لسمير جريس وحسين عيد ، وقراءة في أحدث رواياتها من أحمد فاروق .

فقدان ذاكرة جماعي لرومانيا هيرتا مولر

لقد حاولت رومانيا تلبية متطلبات الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، ومن الناحية الاقتصادية فإنّ الناس يؤدون أعمالهم بشكل جيّد في بعض المناطق. لكنّها فقط مجالات الفساد والعدالة التي تستمر بروكسل في إصدار تحذيرات بشأنها، فهناك مجال معيّن يؤثر في جميع المجالات الأخرى، لأنّ الاتحاد الأوربي لسوء الحظ لم يطلب فيه شيئا، ومع الأسف لم تفعل إزاءه رومانيا أساسا أيّ شيء: إنّه العمل بالنسبة لفترة الحكم الديكتاتوري

نضال ضد الديكتاتورية * المحرر

هناك في رواياتك شيء مشترك. لقد جرت جميعها في رومانيا بينما تعيشين في ألمانيا. وتلك مفارقة أو تفصيل لوحظ من قبل الصحافة الألمانية . هل لديك تفسير لهذا التوزّع بين عالمين؟ - لا، إنّ هذا يبدو طبيعيا تماما بالنسبة لي. لقد ولدت في رومانيا، «كان والداها عضوين من الأقلية الناطقة بالألمانية في رومانيا» نشأت وعشت هناك حتى بلغت الثانية والثلاثين من عمري. غادرت رومانيا في حالة ذهنية معقدة إلى حدّ ما

فصل من رواية «حيوان القلب» لـ هيرتا مولر سمير جريس

«إذا صمتنا نَفَرَ الآخرون منا، وإذا تكلمنا ضحكوا علينا.» بهذه الكلمات تبدأ رواية «حيوان القلب» وتنتهي. وطيلة الرواية يشعر القارئ بالصمت ثقيل الوطأة الذي يستبدل الكلام والمصارحة والبوح. أما عندما يتكلم أبطال الرواية فإنهم لا يثيرون الضحك أبداً. نشرت هرتا مولر هذه الرواية عام 1994 بعد حوالي سبعة أعوام من استقرارها في برلين، ومع ذلك كان كابوس القمع والقهر الذي عاشته في رومانيا

الثعلب كان آنذاك هو الصياد أحمد فاروق

تقول هيرتا مولر عن العالم الذي تكتب عنه «إن ثمة وضعا يمكن أن يكون عليه العالم تصبح فيه الشجرة البريئة أو الحيوان الغافل أو الأحجار على شاطئ النهر أو حتى السماء مرآة صادقة للديكتاتورية الشاملة، مخيفة وتتضمن أحيانا دلالات غرائبية مشئومة على رقابة الدولة». وهذا العالم، عالم التفاصيل المنذرة، هو الذي يصطدم به، حسب رأي قارئ رواية «الثعلب كان آنذاك هو الصياد» الصادرة عام 1992 منذ البداية، فمسرح الحدث الرئيسي هو إحدى الضواحي العمالية الرومانية التي أُلصقت بالمدينة «بأسلاك ومواسير وبجسر بلا نهر»