العدد (595) - اصدار (6-2008)
خَفّاقَةٌ بِأكُفِّها رَاياتُهَا، حيَّتْكُمَا مِنْ مِصْرَ أَهْرامَاتُها وبِمِصْرَ بَوّاباتُ مَجْدٍ، فادخُلا، قَدْ زُيِّنَتْ بِالغَارِ بَوَّابَاتُهَا لَكُمَا تَوَشَّحَتْ السَّمَاءُ، بَخُورُهَا غَيْمَاتُهَا، والرِّيحُ شَبَّابَاتُهَا مُرَّا مَعًا في النِّيلِ، خُضْرُ ضِفَافِهِ نَاياتِ عِيدٍ لَوَّحَتْ قَصَباتُهَا
لم تكن باريس مجرد مدينة ذات صفات جغرافية، ولكنها عالم من الدهشة والألفة، ومرتع للغرائب والمتناقضات في عيون كل من عاشوا بها من مفكري وكتّاب عصر النهضة العربية. المدينة - فيما انتهى إليه جمال حمدان - تتحدى التعريف الجامع المانع، والمعادلة الموجزة، ومن السهل أن نقول ما ليست المدينة أكثر من أن نقول ما هي. ورأى «جوزيف ريكورت» أنها تشبه الحلم، ومن طبيعة الحلم جعل الأشياء تنبو عن التعريف المحدد الدقيق
بدأت أحلامي الثقافية في التشكل والنضج منذ أواخر الخمسينيات، وكانت مصادر المطالعة المفتوحة تبدأ بالمكتبات العامة التي ضمت مكتبة البلدية أولاً، ثم مكتبة مدرسة طلعت حرب الثانوية التي شهدت تجمعًا صغيرًا من الطلاب المحبين للقراءة، أطلق على نفسه اسم «أصدقاء المكتبة». وكنا نجتمع يومًا في الأسبوع لمناقشة ما قرأناه، وكانت تجربة بالغة الثراء لأنها علمتنا القراءة بعمق
أفهم فن القصة القصيرة بوصفه جنسًا أدبيًا صعبًا ومتجددًا، يُلزم الكاتب ضرورة معرفة أصوله الفنية، إلى جانب قدرته على اصطياد لحظات من المشهد الحياتي اليومي العادي، ومن ثم تحويلها إلى مشهد قصصي دال، بعد إضافة ما هو فني إليها. القصة القصيرة، كسائر الأعمال الأدبية، ليست انعكاسًا لأحداث الواقع اليومي بشكل حرفي