العدد (595) - اصدار (6-2008)

رجاء النقاش صاحب الكلمات المضيئة (ملف العدد) المحرر

كان إنسانًا وناقدًا وروحًا محبة، حول كلماته إلى أشعة من نور، تكشف عن كل ما في ثنايا النص من نقاط إيجابية، يفسر ويشرح ويتعاطف فيقدم نصًا أدبيًا موازيًا. كان النقاش واحدًا من أكثر الكتّاب إيمانًا بالروح القومية الواحدة التي تجمع أبناء الوطن العربي، وأن الثقافة هي النبع الطبيعي لهذا الفكر القومي. ولم يكن في هذا متعصبًا ولا منغلقًا، ولكنه كان مستنيرًا وعقلانيًا ومناصرًا لكل ما هو تقدمي وطليعي في ثقافتنا العربية. رحم الله رجاء النقاش.. غادرنا بجسده، ولكن الرحيق يبقى

صوت الحرية والعدالة فريدة النقاش

أن يقف المرء على مسافة من روحه ليكتب عنها وينقدها، يتأملها ويسائلها لأمر بالغ الصعوبة، بل القسوة. كان هذا هو حالي وأنا أعد لكتابة هذا المقال عن أخي وأستاذي وأبي «رجاء النقاش» إذ يمزقني الألم وأنا أكتب عنه الآن بضمير الغائب بعد أن رحل... بل وبعد أن كان قد تعذب طويلا وهو يقاوم السرطان بقدرته الفذة على السخرية من الألم

الناقد يكمّل الشاعر! أحمد عبدالمعطي حجازي

ربما انتظر القرّاء الأعزاء مني حديثًا غير هذا الحديث عن رجاء النقاش، فرجاء النقاش لم يكن بالنسبة لي مجرد كاتب أو ناقد، وإنما كان توأم روح ورفيق طريق. لقد ولدنا في وقتين متقاربين لا يفصل بينهما إلا بضعة شهور. ونشأنا في قريتين متشابهتين لا تبعد إحداهما عن الأخرى إلا نصف ساعة بالسيارة

النقاش أسَّس عمله على فروض رواد النهضة عبدالمنعم تليمة

مر النهوض العربي في التاريخ الحديث بمعالم وانتقالات تساعد الدارسين والمؤرخين الراصدين على تحديد العوامل الفاعلة في دفع هذا النهوض في اتجاه الإنجاز والتقدم أو في تجميده وشده إلى التخلف والنكوص. وأهم تلك المعالم والانتقالات ما يشهده النهوض العربي منذ منتصف القرن العشرين إلى الآن: نشطت قوى التحديث وحركات التحرر وأخذت المواجهات المشهودة تتنامى لتصفية العدوان الخارجي والتخلف المحلي

رباعية الوداع حسن طلب

تلك أيامُ أقلامٍ أهلِ الغرضْ وأنا اليومَ في شغُلٍ لرحيلي إلى خالقي أستعدُّ.. أعدُّ الدقائقَ من لهفتي للقاءِ.. فيا ربُّ: ما للدقائقِ ليست تُعَدُّ؟!