العدد (576) - اصدار (11-2006)

إلى روح والدي الحبيب جنوب عبدالله زكريا الأنصاري

رحمك الله يا والدي العزيز الغالي. بم أصفك يا كنز المشاعر الرقيقة والعواطف النبيلة؟ يا من كنت تقلق على الجميع ما عدا نفسك، ولا ترتاح إلا إذا اطمأننت علينا جميعًا، ولا يهدأ لك بال حتى تتأكد بنفسك من أن جميع ما طلبناه وسألناه قد تحقق. لا تشتكي لنا آلامك كي لا تثقل علينا، تشاركنا أفراحنا لتفرحنا وتحتفظ بأحزانك كي لا تحزننا. لا أنسى نظراتك الحنون بعد أن أنهكك المرض عن الكلام، تلك النظرات الطويلة كأنك تريد أن تشبع منا، كانت أبلغ من أي مقال أو قصيدة سطرتها في أوراقك

الأنصاري والارتقاء برسالة الشعر نورية الرومي

لعبدالله زكريا الأنصاري العديد من القصائد المخطوطة، والمنشورة، ولكنه لم يطبعها في ديوانه. ويأتي شعره ليكون معلمًا على طريق الشعر الكويتي، حيث إنه يملك أدواته الأساسية من لغة وموسيقي. غيب الثرى بالأمس القريب أديبا من أدباء الكويت، وأحد رموزها الثقافية والتنويرية ومن خيرة كتابها، وقد اقترن اسم الأنصاري بالشاعر (فهد العسكر )، حيث عني بجمع شعره وطباعته في عدة طبعات، كان في كل طبعة ينقح فيها

بنت جبيل الرمز والتراث المقاوم. إبراهيم بيضون

من باب التاريخ، يؤثر العبور إلى بنت جبيل، فهو الدليل والملهم، والمقيم بهالته هناك، ومن حوله الشعراء والفقهاء والشيوخ العتاق، قد لا يراه أحد منهم، ولكنهم جميعًا مسكونون فيه، وهو يعد في نبضهم وفي عنفوانهم قامة من بريق الحبر والضوء. أجل بنت جبيل والتاريخ دائمًا معا، على الصهوات معًا، في الأصائل مع كئوس الشاي معًا، حيث الشعر لاتخلو منه جعبة. ويُتلى كالآيات عن ظهر قلب، أو من وحي اللحظة، أو من صحائف عبقت برائحة التبغ

أبعد من حارة حريك والحمراء إيمان بقاعي

لم نحمل الكثير..بل لم نحمل إلا هوياتنا وجوازات السفر، وزجاجتي العطر الخليجي المدهش اللتين أهدتني إياهما صديقة كويتية، حبر قلمها كرائحة عطرها، وأجهزة الكمبيوتر المحمول من منزلنا في حارة حريك، الأشهر من نار على علم، ونحن نستقل سيارة أجرة إلى الحمراء حيث سيستقبلنا بيت أختي الصغير الذي كان أنيقًا كبيت لعبة باربي الشهيرة قبل وصولنا وعائلتين أخريين التجأتا إليه. لم أدر سبب حمل أمي «الجولانية» الأصل، الآتية في زيارة نقاهة من دمشق إلى بيروت بعد شفائها من جلطة دماغية

عشرون من أهلها ذُبحوا وبيوتها أصبحت أثرًا بعد عين زبقين.. قرية شاهدة وشهيدة شوقي بزيع

تقع زبقين، قريتي في الجنوب اللبناني، فوق إحدى هضاب جبل عامل المطلة على مدينة صور من جهة الجنوب الشرقي بعلوّ عن سطح البحر يقارب خمسمائة متر في بعض الأماكن ولا يتجاوز أربعمائة في أماكن أخرى. أما اسمها فيربطه بعض المسنين من أهلها باسم أحد الأولياء الذي سكن القرية قبل قرون من الزمن ودُعي «زين اليقين»، والذي مازال مقامه عند أطراف مقبرة القرية قائمًا حتى اليوم. أما الكاتب والمؤرخ اللبناني أنيس فريحة فيذكر في كتابه «معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية»