العدد (563) - اصدار (10-2005)

عزيزي القارئ المحرر

يهل الشهر الفضيل, شهر رمضان المبارك, فتجتاز عتباتِ الأذن فيوضٌ من السبحات التنويرية, لآيات كتاب الله. وتلاوة آيات الكتاب فن, مارسه قراء القرآن الكريم, على امتداد مساحة العالم الإسلامي. وقد لقب هؤلاء القرَّاء بأكثر من لقب, فهم سفراء كتاب الله, وهم منشدو صوت السماء, وهم الشيوخ الذين يشنفون الآذان بالكلمات الطيبات من الآي الحكيم. وواحد من ملفي هذا العدد يقدم رحلة فن التلاوة

قالوا مجموعة من الباحثين

ليست هناك معركة أكثر عبثا من تلك التي يشنها الرقيب على الكتب, إنه خاسر, أولاً وثانيًا وعاشرًا, فالذي كُتب بالحبر لن يُمحى أبدا

واحة العربي محمد مستجاب

ظللت أتجوّل بين تضاريس دماغي, قاصدًا أن أستريح على حجر أو صخرة أو مقعد, أتنسم خلالها روائح اللغة العربية المتهادية كالغزلان في آفاق رمال خيالي, فإذ بالاسترخاء يسحب قدرتي على التصوّر, لأمعن في مشهد سمعت عنه, ولم أشهده خلال ملايين الأعوام التي مرت من حياتي: بقعة سوداء تتحرك بين ألوان الرمال الباهتة

جمال العربية فاروق شوشة

على كثرة ما حفل به ديوان الشعر العربي من شعر الحب الإلهي والوجد الصوفي, يظل لشعر ابن الفارض: إمام المحبين وسلطان العاشقين, حضوره اللافت, وكيمياؤه المُشعّة وتأثيره النافذ. ذلك أن العاطفة المتقّدة والجيّاشة, التي يفيض بها هذا الشعر, تجعل من تأمله واستعادته على المستويين: الإنساني والإلهي, متعة روحية بالغة, وسياحة حافلة - بالرؤى والتصوّرات والإشراقات - في عالم بديع مكتمل, وصياغات فنية محكّمة التشبيهات والاستعارات

عزيزي العربي العربي

إذا كان لكل عصر سمات ثقافية وحضارية فإن أهم ما يتميز به عصرنا هذا الذي نعيش, فيه هو أنه عصر التنمية التربوية, حتى لقد وصف المجتمع الحديث بأنه عبارة عن مدينة تربوية كل ما فيها من مواقف وخدمات يضع نصب عينيه تربية الجيل الصاعد باعتبار أن تربية الشعب هي المسئولة عن تقدمه وتخلفه, فقوة الأمم لا تكمن في الكنوز المدفونة في أراضيها أو في الذهب الذي يملأ خزائنها لكن قوتها تكمن أساسًا في رأس المال البشري. في هذه القدرة التي تنمو رأسيًا وأفقيًا فمن المسئول عن إعداد وتربية الأجيال?

المفكرة الثقافية مجموعة من المؤلفات

أصبحت الصورة في ظل الانتشار الذي حققته الفضائيات و(الإنترنت), هي الأكثر تعبيرًا وتأثيرًا في وجدان الجمهور, لما تتضمنه من رصد حي وصريح للحدث, دون الحاجة إلى تعليق تحريري, كما لم تعد الصورة - خاصة الفوتوغرافية - لقطة عابرة تجمد الزمان والمكان في لحظة واحدة, بقدر ما أضافت إليها التقنيات الحديثة رؤى جديدة, ومتفاعلة بشكل ملحوظ مع تواتر الأحداث, وتصاعدها, ومن ثم فقد تضمنت اللقطات تعابير تشبه إلى حد كبير اللوحة التشكيلية في رصدها للأحداث

إلى أن نلتقي سعدية مفرح

يروي مؤرخو الأدب وكتّاب السيرة الذاتية لمجنون الشعر العربي دون منازع قيس بن الملوح الكثير من القصص والحكايات التي تثبت حبه لليلى العامرية إلى درجة الخبل أو الجنون الصريح, حيث أصبح نتيجة فشله في الزواج من محبوبته هائمًا في فلاة الحب, يصادق الوحوش ويأنس لها بدلاً من البشر, الذين كان يرى أنهم خذلوه ولم يروا في قصة حبه العظيمة سوى أنها حكاية تحكى كمثال تحذيري للمبتدئين في الحب عما يمكن أن يتسبب به ما هم مقدمون عليه لأهله من جنون