العدد (559) - اصدار (6-2005)
تحدثنا في عدد ماض عن أهم أفكار برنارد لويس. والسؤال الآن: أكان لويس مؤمنًا حقًا بكل ما قدمه? وهل كان الدافع لما قدمه هو التعاطف والتضامن مع الأمريكيين في محنتهم, أوالشعور بالزهو والاستمتاع بأنه يسهم في تشكيل سياسة أكبر دولة في العالم? قد يكون كل هذا أو بعضه صحيحًا, لكن الأعمال التي نشرها لويس في ذلك الوقت, والآراء والنصائح التي تضمنتها, لم تكن علمية ولا موضوعية
الحوار بين الثقافات أو الحضارات أو الديانات المختلفة يدخل في إطار وجوب أن يخاطب الإنسان أخاه الإنسان, من أجل التعارف والتعاون, واحترام الإنسان لرأي الغير, ومعتقدات الغير, وعادات وتقاليد الغير, إلى غير ذلك. كما أن الحوار البنّاء يساهم في التقدم, وغيابه نتائجه مأساوية. الاختلاف بين الناس والشعوب حكمة إلهية, ونعمة من نعمه على البشر, من أجل أن تكون هذه الدنيا أجمل وأعمق تفكيرًا وإحساسًا, فشكر الإنسان لخالقه, هو أن يقيم هذا الإنسان حوارًا مع مَن يختلف معه
في عالمنا العربي, ما بين مثقفين وساسة, وخاصة وعامة, لا يمكن أن يصل بنا التواضع لأن يجهر الواحد منا أمام السائل قائلاً: لا أدري. من أعظم فضائل الغربيين, وبخاصة الأمريكان, والتي لم نقتبسها, فضيلة التواضع والإقرار بالجهل, وعدم الخوض فيما لا نفقه, أو لسنا على ثقة من معلوماتنا فيه
هل يمكن دراسة المستقبل على مستوى تجربة الإنسان في الحياة اليومية, مثلما ندرسه على المستوى الاجتماعي والسياسي والثقافي? إن نظرة الإنسان للمستقبل مرتبطة أشد الارتباط بنظرته للزمن, ولهذا فإن دراسة المستقبل هي في حقيقة الأمر تحليل لثقافة الزمان في المجتمعات الإنسانية
استحدثت اللغة لنفسها أدوارًا جديدة, وذلك بعد أن تداخلت مع العلم والتكنولوجيا بصورة كبيرة ليبرز دورها الاقتصادي والسياسي, ومع ما نسمعه حاليًا عن صدام الحضارات, وصراع الثقافات, وصنوف الإرهاب والعنف الرمزيين, توشك اللغة أن تمد نطاق علاقاتها ليشمل القوى العسكرية أيضًا