العدد (491) - اصدار (10-1999)

فهد الدويري .. فارس من زمن جميل سليمان العسكري

تغيّر الزمان, وتغيّرت البلاد والعباد, لا نقول إلى الأسوأ أو إلى الأفضل, فلكل زمان رؤية خاصة, ومعايير القياس تختلف باختلاف موقع الراصد لزمانه, فثمة من يرى أن هذا الزمان أفضل بمعايير الرفاه واليسر المعيشي الواسع, وسهولة انسياب مفردات الحياة ومتطلباتها, وثمة من يرى أن ذلك لا يساوي شيئاً في مقابل نبض الذكريات وأيام زمانه الجميلة. ومما لاشك فيه أن الزمن ينمو, فيما تتراجع أعمار البشر

أبوالعتاهية الصغير عبدالله زكريا الأنصاري

حينما وافى القدر الصديق القديم, فهد يوسف محمد المنيس الدويري, كنت في مدينة لندن للعلاج, وبعدما قرأت خبر وفاته في صحفنا, انتقلت بذاكرتي إلى الماضي, عندما كنا نعيش في حيّ واحد هو (فريج الفرج) وردّدت بيتين خطرا بالبال من قصيدة لي قلت فيها: يا زمان الوصل يا عهد الصبا يا معيناً من سهاد وأرق قد مشى العدّاد نحو القهقرى ومضى العمر سريعاً وانطلق

أضواء على حياة الدويري الأب خالد سعود الزيد

كان مبارك بن صباح المولود عام 1844م والمتوفى عام 1915م, والذي تولى الحكم عام 1896م هو الحاكم السابع من أسرة آل الصباح, وهو مشيد أركان هذه النهضة التي نشهد آثارها اليوم, وهو مرسي قواعد استقلال الكويت بمنأى عن سيطرة العثمانيين الذين بسطوا جناح دولتهم على معظم ما جاور الكويت من بلدان. كان مبارك طموحاً, ويطمع بمدّ سلطانه السياسي, والتجاوز به إلى ما وراء حدوده, وقد حال أمران دون تحقيق ذلك

حسّ اجتماعي مبكّر يعقوب يوسف الغنيم

لئن فقدت الكويت القاصّ المرحوم فهد الدويري, وفقد فيه أحباؤه الصديق المخلص, والإنسان الممتلئ عاطفة ورقة, فإنه قد ترك لنا تراثاً قيّماً من القصص الجميل, تناوله الكثيرون بالبحث, وعثروا فيه على مادة طيبة, تدل على نظرة إلى الحياة صوّرها أسلوبه القصصي الذي لم يكتف بالخيال, بل مزجه بالواقع حتى لقد قال عنه الدكتور سليمان الشطي: (إن الركيزة التي يعتمدها وينطلق منها ويلح عليها هي أنه يريد أن يجعل الإحساس بالواقع إحساساً قصصياً, أن يحطم الوهم من أن القصة شيء منفصل عنه)

ذلك الكاتب .. وتلك الأيام!! سعدية مفرح

أما الكاتب, فهو الراحل الكبير فهد الدويري, وأما الأيام, فهي تلك الأيام التي شهدت بدايات النهضة المدنية في الكويت, ولعلها شهدت بدايات فهد الدويري كاتباً صحفياً, وقاصّاً رائداً في مجال القصة القصيرة بالذات في الكويت. (ذلك الكاتب.. وتلك الأيام)?!!... أعلم أن في تضاعيف ذلك العنوان الموحي ما يشي, وإن بطرف خفي ربما, بما يمكن أن يكون لمن يختاره عنواناً لما يكتب من ادّعاء بمعرفة وثيقة بذلك الكاتب وتلك الأيام, ولا يبدو بحال أن هذا صحيح بالطبع