العدد (451) - اصدار (6-1996)
أخيرا وبعد طول انتظار، نعود لمراسلة مجلتنا الأولى "العربي" بعد أن عادت بعون الله الاتصالات الأردنية - الكويتية، التي قطعت منذ خمس سنوات ونيف بسبب الغزو العراقي للكويت، الذي شكل منعطفا خطرا في تاريخ الأمة العربية، فقد قضى على عمل سنين طويلة من محاولة التقارب بين الدول العربية وإقامة جسور الأخوة بين العرب، وعمل على زيادة الانقسام بسبب العقلية الغريبة لأحد القادة العرب
ثمة أسئلة باتت مكررة، لكن هناك ملابسات تجعل من إعادة طرحها نوعا من التشبث بالبديهيات، في زمن تتآكل فيه البديهيات، وبسرعة مفزعة لأجيال مازالت فاعلة في حياتنا وإن لم تعتد بعد ذلك الإيقاع الإلكتروني لأنماط الحياة السائدة في هذا الربع الأخير من قرننا العشرين. وسؤال عن حاضر ومستقبل القصة القصيرة في عالمنا العربي قد يبدو سؤالا مثقلا بالغبار والإملال، لكننا إذا طرحناه في إطار ضرورة الإمساك بالنبض الإنساني المهدد بالاكتساح أمام ضوضاء التقنيات الحديثة
من أين يبدأ التقدم؟ البعض يقول: التعليم هو البداية، فالمعرفة هي أداة التقدم، وأول وسائل المعرفة اتساع دائرة التعليم. آخرون يقولون: بل العلم واكتساب التكنولوجيا، فالوعي بالحاجة إلى التقدم لا يصنع وحده القفزة المنشودة ولا بد من امتلاك الأدوات، وأدوات العصر علوم متقدمة تتمرد على الكثير من الأنماط التي عاشها الإنسان منذ بدء الخليقة. إنها تقدم، وعبر تكنولوجيا متطورة بديلا للمواد الطبيعية التي كنا نظن أنها تحكم اقتصاديات العالم.. بل.. إنها تدخل في تغيير المواصفات البيولوجية للإنسان
أؤكد ، كمثقف وأديب يعيش في إسرائيل ، أنه إذا كان التطبيع الثقافي من خلال هذه الوفود المتقاطرة يأتي علي حساب الشعب الفلسطيني فنحن ضده ، لأن هذا التطبيع يهدف إلى إلغائنا وتحويلنا إلى بيادق حتي ينتهي دورنا
ظللت فترة مبكرة أعتقد أن التمساح بدأ حياته في مجاري الأنهار منذ ظهور (طرزان) على شاشة السينما فقط ، وكان طرزان - أيامها - يكتسح الغابة الإفريقية متقافزا من شجرة إلى شجرة ، تاركا التمساح - الذي يطارد هذا المغامر - يتقلب مرارة ويأسا في وحل المستنقعات القديمة ، فاتحا فمه - الذي يشكل نصف جسده الطويل ذي الحراشيف الشرسة ، كان التمساح عاجزا - في الوحل - عن مطاردة طرزان في عنان الأشجار ، وكان ذلك مريحا وممتصا للقلق والخوف
لم يقدر لشاعر عربي سواه أن يحمل لقب الشاعر الفيلسوف، وإن كان غيره قد سمي بالشاعر الحكيم أو شاعر الحكمة، أما الفلسفة فقد ظلت مقصورة عليه بمعناها الواسع والمتعارف: رؤية في الحياة والناس، ومنهج في استقراء الظواهر والمواقف، ووجهة نظر تقلب الأشياء على وجوهها ثم ترتد إلى الفكر الكلي الشامل، تمتح منه المعنى والتفسير والدلالة
ظلت أوجاع الطفل مدة طويلة مجهولة ومهملة. وكان بعض الأطباء لا يعيرون أي اهتمام عميق لهذه الظاهرة. وتم الانتظار حتى أواخر الثمانينيات ليثبت خطأ هذا الموقف علميا. فقد صرح الدكتور أنكان، مدير وحدة العلاج بالمسكنات في قسم الأطفال في مستشفى أرمان تروسو بفرنسا قائلا: "اعتبرنا لمدة طويلة أن تسجيل الألم في ذاكرة الطفل غير موجود وأن تقدير حجمه مسألة ذاتية وأن استعمال المسكنات الفعالة يتضمن محاذير مهمة وأن للمورفين مضاعفات سيئة ولا تتوافق وأدوية الأطفال
كلهم حمقى قال " معمر " : دخلت مسجد حمص فإذا بقوم يجتمعون ، فظننت فيهم الخير فجلست إليهم ، فإذا هم ينتقصون علي بن أبي طالب ويقعون فيه ، فقمت من عندهم ، فإذا شيخ يصلي ظننت فيه الخير فجلست إليه ، فلما أحس وسلم قلت : يا عبدالله ما ترى هؤلاء القوم ينتقصون
هبط الطبق الطائر بلون الفضة ، وخرج منه مخلوقان صغيران بلون الفضة أيضا . كان أول من شاهدهما أختان عانستان حسبتاهما عريسين قادمين للزواج ، وعندما تبينتا أنهما مخلوقان من الفضاء الخارجي صرختا من فرط خيبة الأمل لا من الفزع ، وانتشر الخبر في المدينة الصغيرة