العدد (785) - اصدار (4-2024)

حلم في منتصف الليل أحمد محمد المعتوق

تأتي! وكل جرارك الغرثى ستملأ تـعتـلي سرج الرياح، تمر من بين الحشود وتسبق الشهب التي عمرت مواسمها الضليلة ترتـقي جبــلًا بحيث مراتـع المجـد العـتيـد:

صورة المرأة وشعرية الحب الإنساني دراسة تأويلية في تجربة سُعاد الصباح الشعرية د. نورالدين محقق

يتحقق الشعر في وجدان الشاعر من خلال تجاربه القوية في الحياة والرغبة الداخلية الشديدة التي تعتريه للتعبير عنها، بالإضافة إلى قوة امتلاكه للكلمات، كما يقول الشاعر الفرنسي بول فاليري. ذلك أن الشعر لا يمكن أن يتواجد إلا من خلال الكلمات وبواسطتها. وكل كلمة فيه تشكل البنية الشعرية الكلية فيه على حد تعبير الناقد الفرنسي جان كوهن في كتابه الشهير «بنية اللغة الشعرية»، حيث يُعلن الانزياح في هذه البنية الشعرية عن ذاته بمختلف تجلياته ومكوناته التركيبية والدلالية والإيقاعية. وهو ما يجعل من الشعر في بعده الكوني لا يتحقق وجوده بالفعل إلا لدى قلة من الشعراء الذين انشغلوا بفن الشعر وامتزجوا بعوالمه السحرية البعيدة المدى، تجربة ومعاناة وكتابة وإعادة كتابة، وصياغة وإعادة بناء، ومن بين هؤلاء الشعراء يحضر اسم الشاعرة الكويتية الكبيرة سُعاد الصباح.

جغرافية المكان والشعر في الذات العربية عمر شبلي

لا يترك العرب الشعر حتى تترك الإبلُ الرغاء: الشعر عند العرب طبيعة، وليس اكتسابًا، وله علاقةً تكوينيةً بالنفس العربية وفطرتها، وهذا الحضور مرتبط بطبيعة الحياة العربية والجغرافية النفسية التي عكست تأثيرات الطبيعة الجغرافية المكانية التي نشأ فيها الشعر العربي، كان المكان الجغرافي قاسيًا حياتيًا على توفير عيشٍ خارجَ العوز المادي الذي خلق ظاهرةَ الغزو استجابة لمحاربة العَوَز، والذي كان الصعاليك أقوى كاشفي هذا العَوز، يقول الشنفرى: أُديمُ مِطالَ الجوعِ حتى أميتَهُ وأضربُ عنه الذكرَ صفحًا فأذهلُ

الإنسانية والخيال في «شغف أزرق» لأفراح مبارك الصباح فضة المعيلي

ثمّة رؤى ومواقف إنسانية عدة احتواها ديوان الشيخة الشاعرة أفراح مبارك الصباح الأخير، والذي ضمّنته بعنوان لافت «شغف أزرق»، وجاء كي يؤكد تجربة شعرية خاضتها الشاعرة نشرًا في الجرائد وإصدارًا في دواوين، حيث إنها انتهجت منذ البداية المبكرة أسلوبًا إنسانيًا، لم تحد عنه بل إنها كانت تؤكده وتصرّ على أن يكون عنصرًا أساسيًا في تجربتها الشعرية، وهذه المفاهيم يمكن ملاحظتها بسهولة في ديوانها الأول «عويل لصمت لم يسمع»، ثم الديوان الثاني «الصندوق»، والديوانان كلاهما، أصرّت من خلالهما الشاعرة على أن تكون روحها الإنسانية هي المحرك الأساسي لكل المشاعر التي تبثها عبر قصائدها.

الكتابـة وفعلـها فـي ثلاثيـة عصمـت حسّـان «نهر الحبر» و«عكاز النّوايا» و«شمس البيوت» درية فرحات

«نهر الحبر» و«عكاز النّوايا» و«شمس البيوت» ثلاثيّة شعريّة للشّاعر اللّبنانيّ عصمت حسّان صدرت في العام 2023 عن منتدى شواطئ الأدب، تحملنا معها للولوج في عالم الشّاعر، متسائلين عن هذا الفيض الواسع بشعره، فاللّغة تنساب وتترقرق لديه، ولا تعجز الكلمة أمامه، بل هي طيّعة بين يراعه تراوده فيستجيب لها، ليتمخض النّصّ من رحم دلالات لغويّة بديعيّة، واتّحاد بين التّعبير والمضمون في إطار البيئة التّجريبيّة للشّاعر.

كتابة الهَمْزة إشكاليّةً وحلولاً د. زاهر عبيد

شكَّل حرف الهَمْزة مُشكلة نُطقيّة بين من يَسهِّلونها إلى حرف علّة يناسب حركتها (قبيلة قريش)، ومن يحقّقونها (قبيلة تميم). ونشأ عن هذه المشكلة مشكلة أخرى تتعلَّق برسمها، وخاصّةً بعد أن وضع الخليل بن أحمد الفراهيديّ رمزًا لها، كان عبارة عن رأس العين، وهو حرف صغير قياسًا لسائر حروف الهجاء، فكان لا بُدَّ له من كرسيّ؛ كي يظهر جليًّا ضمن سائر حروف الكلمة. وشكَّلت كتابة الهَمْزة في العصر الحديث مشكلة إملائيّة تعلُّميّة، انبرى لِحَلِّها نَفَر من علمائنا، ولكن، ومع الأسف، لم تُثْمِر جهود هؤلاء، بل بقيت المشكلة هي هي، تشكِّل مع كتابة الألف في آخر الكلمة المشكلتين الأشَدّ صعوبةً في تعلّم العربيّة.