العدد (651) - اصدار (2-2013)
مهما احتدمت الخلافات حول تقييم جمال عبدالناصر ومرحلته والتوجهات السياسية والاجتماعية التي سلكتها الثورة منذ قيامها حتى رحيله، فإن الاتفاق سيظل بشكل يكاد يكون مطلقا، أنه زعيم وقائد وطني بكل المعاني الإيجابية التي ينطوي عليها التعبير، وحتى الذين هاجموه بضراوة بعد رحيله في كتابات سياسية وإبداعية، وأدانوه وأدانوا المرحلة كلها، كانوا مادحين له. في فترة صعوده، وعند رحيله المفاجئ أسالوا قدرا كبيرا من الدموع الحقيقية، لم يكونوا خصوما، بل كانوا مؤيدين لمشروعه
عاش حاكمًا ظالمًا، وأديبًا مبرزًا، ومات سجينًا، وشُهر دهرًا، ونُسيَ أدهرًا. إلا أن مثواه في منطقة جرجان (تقع جرجان، اليوم، في محافظة كلستان، وهي قاعدتها) وتحديدا في مدينة كنبد كاووس (أي قبة قابوس، أو برج قابوس) التي سميت باسمه، بسبب وجود ضريحه فيها - يحيي ذكراه، ولو على نطاق ضيق. لكن أبياته الشهيرة هذه بقيت في باب من لم يُعرف قائلها! مع سواها من أبيات توزعتها مصنفات الأدب والتاريخ، وأبيات له، أخرى، ضاعت في عصف الدهر
عادة ما تتسم المعارض الاستعادية بطيف من الحنين الذي تشيعه موضوعات تلك المعارض، أو استعادتها لفنانين لهم قاماتهم وبصماتهم الخاصة راهنًا، إضافة إلى مراحل فنية مبكرة من رحلاتهم الفنية، أو لأعمال فنية بارزة، وكثيرا ما يشيع في مثل هذه الأجواء اللونان: الأبيض والأسود، اللذان يسبغان على المشهد البصري حالة من الحنين ويستدعيان الماضي والذاكرة. لكن الأجواء التي سادت قاعة المعرض الاستعادي الذي أقامه جاليري سلطان في الكويت الشهر الماضي اتسمت، بالإضافة إلى ذلك، بكونها كشفت عن لمحة باهرة لطبيعة المجتمع الكويتي