العدد (651) - اصدار (2-2013)

البحث عن الذات والهوية المفقودة في «ساق البامبو» للروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي ابتسام التريسي

يعرّف الفيلسوف الفرنسي إيمانويل مونييه «الشخص» بأنه جزء من الطبيعة والمجتمع، وأنّه ذات تبدع ذاتها بالانفتاح على الغير والكون. وقد انشغل هذا الشخص بالبحث عن ذاته وهويته مذ بدأ بالتفكير في ماهيته ووجوده. ترتبط الهوية الشخصية بمفهوم ديكارت بالذاكرة والوعي، وبمفهوم شوبنهاور بالإرادة. إذن هي مرتبطة بمعطيات كثيرة منها اللغة، والدين، والعادات، والتقاليد... من هنا يمكننا أن نعيد صياغة السؤال مرّة أخرى «ما الشخص؟ من أين يستمدُّ هويته؟

عبدالله العتيبي.. نخوة البدوي ونهمة البحار (شاعر العدد) سعدية مفرح

لخص الشاعر الكويتي عبدالله العتيبي هويته الوطنية شعرًا عندما قال: «أنا نهمة البحار في أهواله/ أنا نخوة البدوي حين يضام». وهو بهذه الهوية لا يشير إلى مكونه الثقافي والاجتماعي وحده بل إلى مكون المجتمع الكويتي بأسره، حيث الصحراء قيمته الأولى وحيث البحر كيانه المتجدد. العتيبي الذي كان أحد أهم الأصوات الشعرية العالية في ديوان الشعر المعاصر في الكويت بقي في كل ما نشره من قصائد إرهاصًا شعريًا متحركًا ومنبئا بالكثير مما لم يمهله القدر كما يبدو لينشره

المعري في مرآة بدوي الجبل غازي أبوعقل

قرأت «جمال العربية» في «العربي» بالعدد 641 أبريل 2012 بقلم الأستاذ فاروق شوشة تحت عنوان «المعري في مرآة أبوريشة»، فأعادني إلى ما كنت قرأته عن مبادرة المجمع العلمي العربي في دمشق، إلى إقامة مهرجان ألفية أبي العلاء المعري في مسقط رأسه معرة النعمان، وذلك يوم الخامس والعشرين من سبتمبر 1944. دعا المجمع يومئذ فرسان القصيدة العربية التراثية في القرن العشرين: محمد مهدي الجواهري، عمر أبوريشة ومحمد سليمان الأحمد المعروف بلقب بدوي الجبل (أسباب إطلاق هذا اللقب على شاعرنا مجال شرحها ليس هنا)

أكياس شهاب غانم

الناسْ مثل الأكياسْ لكن بعيون، وبآذان، وبإحساسْ لو قشّرت امرأتينْ واحدة رائعة الحسنِ والأخرى أبشع من جنّي لرأيت أمامك أنثاوينْ

أسطورتان في عشق مصر فايز الداية

تخترق رواية محمّد المنسي قنديل «أنا عشقت» 2012 لعبة الزمان المخاتل، وقد تبلورت تقنيات السرد في نسق أسلوبي يتيح أن يرسم المتلقّي أبعادًا كامنة في رؤية الإبداع. نحن أمام جديلة سحرية نرى في ظاهرها تلافيف الواقع، وتتلامح من خلالها الأسطورة القديمة والحكاية الشعبية وهما تشيران إلى ما نشهد اليوم من مسارات الرياح على أرض الكنانة، وقد يكون في عتبة الرواية بدء التناوب الثنائي، وذلك باستحضارها سيّد درويش بين « دور» العشق الذاتي وما يكمن من أناشيده الوطنية والشعبيّة

دولة الكُويت محمد الجلواح

دولة الحِرْف والنهار، ومأوى كلّ حر.. يروم عيشا كريما وضياءٍ للفكر.. تهفو إليه روحُ مَنْ كانَ في الظلام مُقيما ليس بِدْعاً أن تحتويها عيونٌ وقلوبٌ تدعو الإلهَ .. الرحيما تَسْبِقُ الشمسَ في الشروق، وتُهدي للمُحِبّينَ، شمسَها، والنجوما أسْرَجَتْ للجَمال خَيْلاً وحُضنا فَغَدا العُشْق جنة، ونعيما

الكويت في الذاكرة التاريخية والإبداعية للسيَّاب علي حداد

حين يوشك كل عام أن يودعنا، ويحلّ يوم الرابع والعشرين من شهره الأخير تتغشى أوقاتنا في راهنها لحظة أسى نستعيد فيها تلك الذكرى الأليمة لرحيل بدر شاكر السيّاب ( 1926- 1964م ) الشاعر الأهم في مسار الشعرية العربية المعاصرة، والذي كان منجزه خطًا ضوئيًا فاصلًا بين أفقين من تشكيل المشهد الثقافي العربي الحديث، مثلما كانت حياته مسارًا من المكابدات الإنسانية والفكرية والمكانية التي تلقفت وجوده ومواقفه.. وقصائده

قراءة في إشكالات الترجمة الشعرية بهاء بن نوار

تعنى هذه الدراسة باستجلاء ظاهرة الترجمة الأدبية، وبالتحديد ظاهرة نقل النصوص الشعرية من لغة إلى أخرى، وما يحيط بهذا النقل من إشكالات تنبع من صعوبة عملية الترجمة، وما يكتنفها من عراقيل يرجع أغلبها إلى صعوبة أو استحالة التقاط رؤى الشاعر، وصبّها في نظام لغوي مختلف عن نظامها اللغوي الأول. سأحاول من خلال هذا البحث تناول الجوانب المتعلقة بصعوبة الفعل الترجميّ، وقصوره عن نقل الجذوة العميقة للنص الشعري إلى قارئ لا يجيد شيئًا من لغة هذا النص، مع تأمّل بعض من الإشكالات، أوجزها في ما يلي

«حالة سقوط» أمة وحلم فريدة النقاش

«حالة سقوط» لمحمود الورواري هي رواية قررت أن تعطيك نفسها بسخاء كامل منذ اللحظة الأولى، لا تحتفظ بسر، ولا تضفي غموضًا على المعنى أو تعدد المعاني إن وجد، إنها كتاب مفتوح بيُسر لقارئه، تستمد قدرتها على الإشباع المعرفي والجمالي من بساطتها، وكأنها تقارب - دون تعمُّد - آلية العمل الإعلامي التلفزيوني الذي يقوم به كاتبها والذي لا يخفى نفسه بدوره وراء شخصية أخرى. إنه شاعر أصابته آفة الترحال، كذلك هو مصاب بداء العنف الجنسي كما يصف نفسه وإن كانت مشاعره وأحاسيسه وأفكاره تتوزع على الشخصيات جميعها بحكم تقنية السرد التي اختارها

سعود السنعوسي: عشت في أكواخ البامبو لأكتب عن ثقافة أهلها: إبراهيم فرغلي إبراهيم فرغلي

عندما انتهيت من قراءة رواية «ساق البامبو» للكاتب الكويتي الشاب هتفت لنفسي «مبروك للكويت هذه الموهبة» وعلى الفيس بوك كتبت «سعود السنعوسي.. تذكروا جيدا هذا الاسم، فقريبًا سيكون فخرًا للكويت». هذا النص بالفعل واحد من النصوص اللافتة، سواء على مستوى التكنيك أو الأسلوب أو الموضوع. نص يعبّر عن موهبة حقيقية، وهو في ظني من النصوص القليلة التي تظهر فيها الكويت – أخيرا – كمجتمع له خصوصية ما، حيث تتناول الرواية قصة شاب فلبيني كويتي من زواج كويتي بسيدة فلبينية

الناقد الجائر.. العقاد ونعيمة نموذجًا جهاد فاضل

لعل أجمل كلمة قرأتها عن كاتب هي كلمة لأحد الباحثين في توفيق الحكيم، قال هذا الباحث إن مَن يراجع كتابات الحكيم من النادر أن يجد فيها كلمة كُتبت لغاية غير الحق. فهو أمين بدرجة لافتة للنظر، وأعظم ما فيه خاصية الصدق والرغبة فيه إلى حد أذى النفس والافتئات عليها. وقد قاوم في ذاته كل النزعات التي تجعل الصدق عملية بالغة الصعوبة

الهُويِّة.. صندوق عجب إسماعيل فهد إسماعيل

ورد في المجلد الأربعين من معجم «تاج العروس» للسيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي: «الهُويِّة عند أهل الحق هي الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق»، كذلك ورد في «المنجد» ما مفاده أن «الهوية حقيقة الشيء أو الشخص المطلقة المشتملة على صفاته الجوهرية..». اشتمال التعريفين على صفتي الحقيقة والإطلاق، منح سدنة الأنظمة (الحكومات) على مستوى المسكونة حق أن يطلقوا مسمّى «هوية» على البطاقة المحددة للتبعية الرعوية

قصص على الهواء واسيني الأعرج

القصص المختارة تعبِّر عن أهم مشكلات العصر الذي نعيشه، كالظلم والسجن والزج بالناس في الزنزانات بلا حق (حجر الكلس)، مشكلة الجريمة والقتل والأطماع والأحقاد التي كثيرا ما تخرب الناس داخليا ومع ذلك يظل الكثيرون متسامحين حتى مع أعتى الجلادين الذين أذاقوهم المرارة (أرصفة العين)، والوجاهات الكاذبة وسرقة جهود الغير وانتحال خبراتهم وأعمالهم ونسبها إلى النفس (سرقة)، وطاحونة الحروب الأهلية القاتلة التي لا ترحم لا عمرانا ولا بشرا ولا امرأة ولا رجلا لا شيخا ولا طفلا (بقايا مدينة)، وجشع الناس وغياب الفعل الخيري حتى في أقسى الحالات درامية وشقاء (غادة من السماء)