العدد (747) - اصدار (2-2021)

أوراق أدبية - بيوت أساتذتي د. جابر عصفور

كان تفوّقي في أيام الجامعة هو الذي قادني إلى العلاقة الحميمة بأساتذتي الذين أسعدهم هذا التفوق، ومن ثمّ ظلوا على اهتمامهم الشخصي بي، والتعامل معي بوصفي واحدًا من أبنائهم. لذا دعاني الكثير منهم لزيارته في بيته، وكانت البداية هي زيارة د. يوسف خليف - رحمه الله - في بيته القديم بالجيزة. فقد دعاني لكي يعرفني أكثر، ولكي يناقشني في مستقبلي. وكان - رحمة الله عليه - مُهتمًّا بهذا المستقبل بالفعل، ويبدو أنه قد أعجبه بحثٌ قُمتُ به في مادة «أعمال السَّنة»، وهو عن «الديارات في الشعر العباسي»، وكان مرجعي الأساسي في هذا البحث كتاب عثرتُ عليه مصادفة في دار الكتب اسمه «الديارات النصرانية في العصر العباسي»، وأذكر على وجه التقريب أن اسم المؤلف كان الشابُشتي أو الشابُستي وهو الأغلب.

أفٍّ لـ «كورونا» د. سالم عباس خدادة

ختاه قد عَظُمَ المصابُ لمّا تناولكِ الترابُ ما بيننا هذا الحجاب السّـ  رُّ، كيف جرى الحجابُ؟  لغز يحارُ به الحِجا لغز، وليس له جوابُ الموت أكبر حاضر في الأرض ليس له غيابُ إن غاب عن قَفْر هنا  فهناك في روض خرابُ أو شاب في وَهْدٍ هنا 

كيليطو وقراءة الأدب الكلاسيكي من البحث التأويلي إلى وهج الندم الفكري د. نور الدين محقق

هل كلّما اقتربنا من قراءة الأدب الكلاسيكي والتفكير في عوالمه عشنا في جو من الندم الفكري؟ ذلك هو السؤال المحوري الذي يطرحه الكاتب المغربي عبدالفتاح كيليطو في معظم كتبه. إن قراءة الأدب، لاسيّما الكلاسيكي منه، تتطلّب منا إمكانية معاشرة الموتى والسعي لمعرفة آرائهم في قضايا عديدة كانت تهمّهم، ولا يمكن لها أن تهمّنا نحن في زمن مخالف لزمنهم. يبدو السؤال ماكرًا، كما هي عادة كيليطو دائمًا، فهو حين استعار عنوان كتابه الأخير «في جوّ من الندم الفكري» الصادر عام 2020 عن دار المتوسط بإيطاليا، من قولة الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار، جاء فيها «إذا تحرّرنا من ماضي الأخطاء، فإننا نلقي الحقيقة في جوّ من الندم الفكري. والواقع أننا نعرف ضد معرفة سابقة، وبالقضاء على معارف سيئة البناء، وتخطّي ما يعرقل، في الفكر ذاته، عملية التفكير».

«الغريبة بتائها المربوطة» تجليات جديدة لصورة الوطن في الشعر المهجري د. محمد سليم شوشة

المجموعة الشعرية الجديدة للشاعرة العراقية دنيا ميخائيل «الغريبة بتائها المربوطة»، الصادرة عن دار الرافدين (بغداد - 2019) هي في تقديرنا واحدة من المجموعات الشعرية التي تمثّل صوتًا خاصًا وتجسّد حالات شعرية جديدة، وعلى قدر كبير من الاختلاف والمغايرة، وحافلة بكثير من الثراء الجمالي والدلالي، فهي تطوّف مع مقاربة حالات شعرية متماسكة ومتّسقة من الوجع المهجري وآلام فراق الــــــوطن والجذور التاريخية عبـر القصـــائد كلها، لكن برغم هيمنة هذه الحال شبه الثابتة، فإنها تتجلى بكيفيات شعرية واستراتيجيات قـــولـــيـة وتصـــويرية متنوعة وغير تقليدية.