العدد (746) - اصدار (1-2021)

د. سليمان العطار د. جابر عصفور

رَحِم الله د. سليمان العطار، فقد كان أخًا عزيزًا وزميلًا جليلًا وأستاذًا يحبه طلابه قبل أن يحبه زملاؤه وأساتذته. عرفتُه في أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات، فقد تخرّج طالبًا بقسم اللغة العربية في يونيو عام 1969، لكنه لم يكن كبقية الطلاب، بل كان متميزًا عنهم، وسبق أن تخرّج في كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1959، وعمل بعد ذلك في المجالات التي تُتيح له دراسةُ الزراعة العملَ فيها. وأظن أن عمله الأخير في هذا المجال كان مُفتشًا للتموين، ويبدو أن وظيفة مفتش التموين لم تكن ترضيه أو تُشبع نهمَه الثقافي، فقرر أن ينتسب إلى قسم اللغة العربية، وهذا هو ما حدث بالفعل، فقد التحق بالقسم طالبًا، وكان من الطبيعي أن يتفوّق على غيره من الطلاب بحكم ثقافته الواسعة من ناحيةٍ، ومحبته للقراءة والاهتمامات الثقافية المتنوعة من ناحيةٍ موازية.

العيون مشارق الشّمس أحمد تمام سليمان

شَّمْسُ تُشْرِقُ لِلْقلُوبِ العَامِرَةْ الشَّمْسُ تُشْرِقُ مَرَّتَيْنْ... وَالنَّاسُ تَحْيَا مَرَّتَيْنْ لَكِنَّ وَجْهَ حَبيبَتي لَمْ يَزِدْهُ كُحْلُ عَيْنْ في كُلِّ عَيْنٍ شَمْسةٌ... قُلْ: شَمْسَتَانْ... بلْ جَنَّتَانْ! إحْدَاهُمَا... يُمْنَاهُمَا: تَسْبِي القُلُوبَ مِنَ الرِّجَالْ وَالثَّانيَةْ... يُمْنَاهُمَا: تُضْفِي عَلى الدُّنْيَا الجَمَالْ

جونكور 2020... كاتب وجائزة محمود قاسم

يجب أن نعترف بأنه طوال مئة وعشرين عامًا، هو عمر هذه الجائزة الأقدم، والأهم في أوربا، الخاصة بالأدب المكتوب باللغة الفرنسية، فإنها الجائزة الوحيدة التي لم يعترض أحد على نتائجها، سواء بالنسبة للقيمة الأدبية للعمل الفائز، أو الكاتب نفسه الذي يكون في أغلب الأحيان شابًا أمامه مستقبل واسع من المجد، فتكون الجائزة بمنزلة الدرب السهل للدخول إلى عالم الخلود، وذلك عكس جائزة نوبل، الجائزة الأشهر في العالم، والأكثر قيمة من ناحية القيمة المالية.

ديوان رحيق الأرواح والشّعر الصوفي نورية الرومي

للشاعر محمود شوقي الأيوبي مكانة في الشعر الحديث والمعاصر في الكويت (1903 - 1966)، فقد ترك نتاجًا ضخمًا من الشعر الذي توزع في عدد من الدواوين المخطوطة والمطبوعة، وإن طُبعَ عدد من المخطوط لاحقًا بدولة الكويت والمملكة العربية السعودية. من دواوينه «الموازين»، و«الأشواق»، و«هاتف من الصحراء»، و«ألحان الثورة»، و«أحلام الخليج»، (ويقع في جزأين كبيرين)، وديوان «الملاحم العربية»، وهو ديوان ضخم، وديوان «المنابر والأقلام»، وأوراق أخرى مخطوطة، إضافة إلى دواوين ضاعت، مثل «الينابيع»، و«الصباح الجديد»، و«أغاني الحمى».

عبدالناصر والهزيمة و«كرنك» نجيب محفوظ أحمد فضل شبلول

«جهاز الرعب يقتلع روح الثورة. مجرد أن نتنفس نجد من يجثم على أنفاسنا ليكتمها ويفسد حياتنا. وطريق الخلاص لا يأتي إلا من داخلنا. ولا تنسَ أن سعيد مهران لم يجد الخلاص عند الشيخ جنيدي». كان نجيب محفوظ مؤمنًا أنه إذا لم يكتب «الكرنك»، فإن جزءًا من التاريخ الذي عاشته مصر سيختفي، لم يكن يتصور أن المناخ سيتغير بهذه السرعة، حيث يُتاح لكل من دخل السجن أو اعتقل أن يسجّل تجربته السياسية في كتاب، مثل مصطفى أمين، أو غيره. ولو أنه انتظر حتى ظهرت هذه السلسلة من الكتب السياسية التي تسجل معاناة الشعب في فترة الكبت والاعتداء على الحريات، لما كتب هذه الرواية.

تيتانك في خورشيد منير عتيبة

أعرف أن هذا جنون مطلق، لكنني متأكد أن الجنون هو ما سيحدث، ولا بدّ أن أفعل شيئًا سريعًا، ولو على حساب حياتي. شاهدت كل عروض فيلم تيتانك في جميع دور السينما بالإسكندرية. في سينما سان استيفانو؛ كان جاك يبتسم سعيدًا بتضحيته بحياته من أجل روز، اللمعة الأخيرة في عينيه أضاءت محيط الثلج الذي ابتلعه، لكنها كانت مفعمة بالرضا، كانت صورة روز وهي جالسة في حديقة منزلها الصغير على كرسي هزاز محتضنة صورته بجوار قلبها طوال الوقت وحتى آخر لحظة من حياتها؛ هي آخر ما رآه خياله.

قصيدة الهايكو العربي نماذجُ ركيكة... ونقد انطباعي سريع عذاب الركابي

هي قصيدة الطبيعة؛ تعبير عن الطبيعة، وهي بسيطة، بـ «فقه باشو»، المؤسّس ومجايليه شعراء الهايكو الرهبان، شعرية تلقائية، ومن فرطِ بساطتها، ورشاقة مفرداتها وجُملها، ورقّة إيقاع لغتها تبدو بلا كلمات، بلْ بعدَ الكلمات، حينَ تتعددُ لغة الطبيعة، ويعلو سحرُ بلاغتِها المفضي إلى لغةِ الصّمت الذي يُحسُّ، ويُعاشُ، ويُتأملُ موسيقا، والعازفُ الأمهرُ في أوركسترا كونية غير مسبوقة هي الطبيعة، تحكي وتفيضُ بخجلِ نهرٍ ريفي، أو بإحساس حمامةٍ تتناسلُ، أو زهرةٍ تتفتَحُ، أو فراشةٍ مزهوةٍ بهندسةِ ألوانها.

الدخول الأدبي الفرنسي في 2020 صرخة الأدب والأدباء في زمن الجائحة محمد الإدريسي

بات واضحًا أن الدخول الأدبي الفرنسي خلال العقود الثلاثة الأخيرة قد أصبح يسبح في فلك القضايا والإشكالات نفسها: الهجرة، واللجوء، والتعددية الثقافية وتحولات المجتمع الفرنسي. وسواء جاز الحديث عن قضايا شائكة أو ثيمات مستهلكة، فإنّ الأمر يُخرج الأدب عن نطاقه الإبداعي الخالص ليربطه بتحولات المجتمع الفرنسي من جهة، ومن جهة أخرى يسمح بتسليط الضوء على موقع الكتّاب الفرانكفونيين في صناعة الأدب الفرنسي الراهن. تبعًا لذلك، يجب الانتقال من توصيف الدخول الأدبي الفرنسي نحو الدخول الأدبي باللغة الفرنسية.