العدد (740) - اصدار (7-2020)

بادوفا في إيطاليا ثورة علمية وفنية وجمالية حسين بوكبر

في مسرح التشريح ذي المدارج الخشبية، خلال القرن السادس عشر، أمسك أندرياس فيزاليوس مشرط التشريح، وراح يتفحص الجسد المّمدد أمامه برفق وأناة، ليقوم بعملية تشريح جثة بشرية، ومجموعة من الطلاب يتابعونه من على المدرجات باهتمام بالغ. هنا، حيث ألف كتابه الثوري «بنية الجسم البشري»؛ لقد كانت ثورة علمية في مجال الطب. هذا بينما كان جاليليو يعتلي منبره، في قاعة أخرى من قاعات الجامعة التاريخية العريقة، ويشرح منهجه الكمي التجريبي. على حين يستريح طلاب الجامعة بين الفينة والأخرى في مقهى بيدروكي منذ نشأته في القرن الثامن عشر وإلى اليوم. إننا في جامعة مدينة بادوفا، مدينة الجمال ومعقل التنوير ومحرك الثورة العلمية، بل ورائدة الطب الحديث. زارها، مرة، عالم الفيزياء البريطاني، ستيفن هوكنغ، وقال عنها: «إنها الجامعة التي ولد العلم من رحمها في القرن السادس عشر، إنني أشعر برابطة وثيقة تربطني بها»... ونزورها نحن اليوم في هذه الرحلة الخاطفة لنقع على شيء من تاريخها المجيد.