العدد (698) - اصدار (1-2017)

الهوية الخليجية... وأسوار المناعة عبدالله بشارة

استضافت دولة الكويت في شهر سبتمبر عام 2016، ندوة نظمتها وزارة الإعلام الكويتية، حول الهوية الوطنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وآليات ترسيخها مع شرح معانيها، وجاءت تلك المبادرة من الشعور العام الذي تسيده القلق من اتساع دائرة الإرهاب الذي أفرزه التطرف الديني متمثلاً في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد أن استطاع احتلال مدينة الموصل، ثاني مدن العراق، وفرض الحكم الشديد التطرف على تلك المدينة المتميزة في تنوع مشارب سكانها وأعراقهم وديانتهم وتوجهاتهم الحياتية.

في الرقابة والحرية عبدالله الحميدي

«صحيحٌ أن الثقافة من دون حرية لم تصنع عقلاً كبيراً وليبرالياً، إلا أن بمقدورها أن تصنع داعية ذكياً لقضية ما». (جون ستيوارت مل). اعتدنا في كل مرة يقام فيها معرض الكتاب وجود قائمة طويلة من الكتب الممنوعة، التي يتم التحفظ عليها لأسباب شتى. فأصبحت قوائم الكتب الممنوعة شيئاً اعتيادياً في كل سنة يقام فيها المعرض. بل إننا لا نبالغ إذا قلنا إن الحديث عن الكتب الممنوعة قد أصبح جزءاً لا يتجزأ من هذه الفعالية الثقافية السنوية. كثير من الكتاب والمثقفين بل وحتى القراء العاديين يبدون تذمرهم حيال المنع، إلا أن أغلب الاعتراضات حول منع الكتب في الواقع تستبطن فكرة المنع ذاتها، من خلال عدم قبولها بتبعات إلغاء فكرة الرقيب.

سيكولوجيا الحشود د. أسماء شهاب الدين

هذه ترجمة كاملة عن الإنجليزية لمقال «The Intimacy of Crowds» للكاتب الإنجليزي مايكل بوند Michael Bond المتخصص في شؤون علم النفس والسلوك، وينشر مقالاته في مجلات مرموقة مثل نيو ساينتيست New Scientist، ونيتشر Nature، وبروسبيكت Prospect. ويتعرض المقال لنفسية الحشود التي أصبحت تساهم بقوة في صنع تاريخ الثورات أخيراً، ويستشهد في ذلك ببعض الصور من ثورة يناير 2011 في مصر. جدير بالذكر أن للمؤلف كتاباً مهماً بعنوان «قوة الآخرين» في عام 2015.

الفلسفة وتسلية المحزون... بين حيل الكندي وعزاء بوئثيوس حسين بوكبر

إن التعاطي مع دور الفكر في معالجة الحزن ليس بالأمر الجديد، فرسالة الكندي «في الحيلة لدفع الأحزان»(*)، القادمة من القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، تناقش موضوع الحزن وتشخيصه وتوفير الحيل لعلاجه من خلال منهج عقلي واضح المعالم، ومن قبله كتاب فيلسوف اللاهوت المسيحي بوئثيوس «عزاء الفلسفة»(**)، الذي يقدم وصفة عقلية محددة كأدوية لمسببات الحزن، ونلاحظ هنا أن هذين الفيلسوفين لهما المكوّن والمصدر نفسه، أعني الدين، فالكندي ينحاز إلى جانب معتقده الديني، بل والمنافحة عنه، وإذا وجد تعارضاً ظاهرياً بين الفلسفة والدين، فإنه يعمد إلى نوع من التوافق العميق الذي يزيح التعارض الظاهر، وكذلك الحال مع بوئثيوس الذي - كما أسلفنا - هو فيلسوف لاهوت مسيحي، ومع ذلك لا نجد في نصوص الاثنين أي أثر يميل نحو تناول الحزن من زاوية وجدانية دينية، إنما ينطلقان في المعالجة النفسية من الإرادة الإنسانية.