العدد (694) - اصدار (9-2016)

شوقي و«النيل» بين «مَلِك الملوك» و«النّجاشي» فاروق شوشة

فُتِنَ أحمد شوقي بالنيل، على عادة المصريين جميعاً، ورأى فيه إلهاماً متجدداً لشاعريته الجياشة، على مدار حياته في كل مراحلها المختلفة، وتوقف أمامه كثيراً عاشقاً، ومتأملاً، ومتسائلاً، ومسترجعاً لذكريات وتواريخ، وعصور تعاقبت على مدى الزمان، ومستلهماً العبرة الماثلة والصورة الحية وعظمة الوجود والعطاء.

ذكريات الملتقى الأول للرواية د. جابر عصفور

أذكر أنني كنت مشتركاً في آخر مهرجان حضرته للمربد في بغداد. وفاجأني ضعف المستوى الشعري الذي استمعت إليه حتى من الشعراء الكبار، وكنت قبل ذلك قد كتبت مقالة أثارت نوعاً من الاحتجاج في مصر بعنوان: «حالة وخم شعري»، وتحدثت فيها عن ضعف شعر صلاح عبدالصبور رئيس تحرير مجلة «الكاتب» التي نشرت فيها هذا المقال. وبعد ذلك ظللت أشعر على نحو مبهم أن الشعر العربي المعاصر لم تعد له الحرارة والقوة نفسها التي كان عليها من قبل، وبدا يتضح لي تدريجياً أننا نغادر زمن الشعر إلى زمن آخر هو «زمن الرواية».

بهاء الدين زهير... شاعر الغناء د. ميشال جحا

هو أبوالفضل زهير بن محمد بن علي المهلّبي، المعروف ببهاء الدين. يرجع في نسبه إلى المهلّب بن أبي صفرة. ولد في مكة المكرمة، أو في مكان قريب منها، في الخامس من ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، ولما شبّ توجه إلى مصر واتصل بالسلطان الملك الصالح، نجم الدين أبي الفتح أيوب بن الملك الكامل. ثم توجه في خدمته إلى البلاد الشرقية، وأقام بها إلى أن ملك الملك الصالح مدينة دمشق، فانتقل الشاعر البهاء زهير إليها وأقام يخدم الملك ويمدحه.

أقـوال سـان مـاو مي عاشور

كنت أظن أن الخلود كلمة خيالية، ولكن بعد فترة، أدركت أن الخلود يصير حقيقة عندما يترك الإنسان أثراً جلياً في الحياة، وربما ترسخ هذا المعنى عندي أكثر، عندما رأيت خلود كاتبة بعد رحيلها لسنوات طوال، ظلت كلماتها وأعمالها متداولة بلا انقطاع إلى يومنا هذا. 

الحضور العربي والإسلامي عند الشاعر الروسي جوميليوف هشام محمد محمود

يشكل الحوار بين الثقافات الإنسانية انعكاساً لنزعة إنسانية فطرية في اللقاء بالمختلف والبحث في ما يسكنه من قيم، ويجلي هذه النزعة قول الله تعالى في سورة الحجرات {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الآية 13). إن الحديث عن الشعوب والقبائل في جوهره الدلالي هو حديث عن حتمية الاختلاف التي تعد مدعاة للحوار والتفاعل المبني على فضيلة الأخذ والعطاء، وما من شك في أن الحوار بين الثقافتين الروسية والعربية يمثل نموذجاً معبراً عن هذا الحوار.

«كتيبة سوداء» للروائي محمد المنسي قنديل التاريخ بحبرِ الواقع... وريشة الخيال عذاب الركابي

التاريخ هو بنظرية السرد Narratolgy المعين، وصاحب الفضل الكبير على السارد/ الروائي كما يرى أوسكار وايلد، وليس التاريخ «كابوسا يجثم على أمخاخ الأحياء»، كما يقول ماركس، أو «السطوة الرهيبة للهراء والمصادفة»، كما يرى نيتشه! ليبدو السرد – الذي مادتهُ التاريخ بواقعه وخياله - بالإضافة إلى مفهومه الجمالي الإيحائي التعبيري تاريخاً أيضاً، خارج وصايا الرواة التقليديين متحجري الأبجدية والبلاغة الخاوية، والسارد/ الروائي هو «مستكشف للوجود»، بتعبير ميلان كونديرا، وليس مؤرخاً، ويُقرأ المسرود/ الرواية نصّاً مفتوحاً، متعدد الاحتمالات، واستكشافاً تأملياً!

الشعر العربي... ذلك المتهم البريء! د. صباح السويفان

هل تتحمّل العبقرية العربية المبكرة في إنشاد الشعر، المسؤولية التاريخية في انصراف المبدع العربي منذ العصور الجاهلية، مروراً بالعصور الإسلامية المتأخرة، عن التعاطي مع النثر، قصة ورواية ومقالاً ونصاً مسرحياً؟! فقد نقل لنا التاريخ صوراً مشرقة عن الإنسان العربي القديم، الذي كانت القصيدة الشعرية هي مجاله الذي وضع فيها جل طاقته، واختصر في عمقها كل إمكاناته اللغوية والفكرية وحتى العلمية، من أجل أن يعبّر بشكل أكثر وضوحاً عن نفسه أو مجتمع القبيلة الذي كان يعيش فيه وينتمي إليه ويدين له بالولاء والطاعة.