العدد (696) - اصدار (11-2016)
يكاد تاريخ الفن في العالم يخلو من أسماء الفنانات المعروفات في مجال فن الرسم، قبل القرن السابع عشر، مع أن الإبداعات النسائية كانت بارزة في فنون الشعر والموسيقى والغناء والرقص والفنون الشعبية في الحضارات القديمة، وهي فنون ذات صلة بالأساطير والطقوس الروحية، ومع ازدهار فن الرسم في عصر النهضة في أوربا عامة، وفي المقاطعات الإيطالية خاصة، على أيدي كبار الفنانين الرواد، من أمثال غيوتو وروفائيل ودافنشي ومايكل أنجلو وجورجيوني، برز تيار الواقعية الدرامية في فن «الباروك» على يد الفنان العنيف المضطرب كارافاجيو، الذي ترك تأثيرات واضحة على عدد كبير من الفنانين، مع أنه توفي باكراً بمرض الملاريا عام 1610 وعمره سبعة وثلاثون عاماً، وكان قبل ذلك منفياً من روما، بعد أن قتل أحد رفاقه في إحدى مشاجراته المتواصلة، وامتدت تلك التأثيرات إلى البلدان الأوربية منذ نهايات القرن السادس عشر وبدايات القرن السابع عشر،
يثير فيلم «شحاذون ونبلاء» (1991) للمخرجة المصرية أسماء البكري (1945-2015) عديداً من الأسئلة الاجتماعية، المتعلقة بمجتمع الهامش، وذلك أنه يحيل إلى فئة مسكوت عنها، على الرغم من كثافتها، وكثيراً ما نُلمِّح إليها قائلين «الجماهير العريضة»، «الطبقة الفقيرة»، «البسطاء»، إلى غيرها من كلمات وتعبيرات نقصد من خلالها تلك الفئة التي في كثير من الأحيان تصنع تمثُّلنا للعالم ورؤيتنا له من خلال أحكامها، وبالتالي هي توجهنا من خلال كثافتها وعددها، ومن هنا فإن هذا الفيلم يشكل نافذة يمكننا من خلالها إدراك الكيفية التي عالجت بها السينما العربية أسئلة الهامش، وكيف صورت لنا عوالم المهمشين، وكيف ساهمت في إعادة طرح أسئلة المسكوت عنه Le non dit، واللامفكر فيه l’inpensable بتعبير ميشال فوكو، وذلك من خلال لجوء السينما إلى الرواية التي تنتج الاستفهامات ذاتها، وما هذه الرواية إلا أهم تلك الروايات، رواية لاتزال بعيدة عن التناول الإعلامي والأكاديمي المكثف.
إنه ضلع من مجموعة تتكون من خمسة من عباقرة الموسيقى العربية، تولوا إرساء قواعد مدرسة القرن العشرين في الموسيقى العربية خلال النصف الأول من القرن بشكل خاص، وإن كان العمر قد امتد ببعضهم حتى ثمانينيات القرن الماضي (السنباطي) أو تسعينياته (عبدالوهاب).