العدد (675) - اصدار (2-2015)

القرآنُ الكريم... وتحديثُ الخطابِ الدينيَّ د. مصطفى النشار

لا شك في أن كل ما يعانيه العالمان العربي والإسلامي اليوم من مشكلات وصراعات تكاد تفتك بالعرب والمسلمين وتعوق وحدتهم، بل تعوق الحد الأدنى من الاتفاق حول خط أحمر لا ينبغي أن تتجاوزه خلافاتهم حتى لا تتأثر مصالحهم ويفقدون الحد الأدنى من الهيبة أمام شعوب العالم الأخرى، لا شك في أن سبب كل ذلك هو تفاوت فهمهم وتفسيراتهم لأسس ونصوص شريعتهم الإسلامية التي هي في أصلها شريعة سمحة، ومعهم أصبحت بالفعل نقيضاً لذلك في نظر كل مَن لا يعرف الأصول العظيمة التي تقوم عليها، واكتفى بأن يأخذ انطباعه عنها من أتباعها المعاصرين وأفعالهم الشنيعة! ولعل السؤال الذي يلح الآن على كل مؤمن مخلص هو: متى وكيف يفيق المسلمون ويعودون إلى رشدهم وإلى صحيح دينهم، دين العقل والموعظة الحسنة والحوار بالتي هي أحسن، دين الاعتصام والوحدة وليس دين التناحر والفرقة؟!

مكانة العقل في حياتنا الفكرية د. سعيد إسماعيل علي

على الرغم من أن الفلسفة تواجه هجوماً عليها طوال تاريخها، من حيث مدى الضرورة والأهمية لحياة الإنسان، فإنها تواجه في عصرنا الحاضر من صور النقد والهجوم ما هو أقوى وأشد خطراً مما واجهته طوال قرون ماضية، ولعل ما نعيشه منذ عقود عدة، مما يسمى بالعالم الافتراضي، والعالم الرقمي، وهذا السيل الذي يتزايد تدفقه واتساعه يوماً بعد يوم من المعارف الإلكترونية، وما أصبحت شعوب العالم تعيشه من لهث دائم نحو توسيع الخيارات، كمّاً وكيفاً، أمام الإنسان، وركض تتزايد سرعته ساعة بعد ساعة نحو مزيد من التنمية، قد أصبح يرسم علامات استفهام ملحة أمام جدوى استمرار الفلسفة والتفلسف.

إسرائيل ومبادرة السلام العربية عبدالله يعقوب بشارة

يمكن القول إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, ملك المملكة العربية السعودية, عام 2002, أمام القمة العربية في بيروت للاعتراف بإسرائيل في حدودها 1967 مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي العربية التي تم احتلالها في 1967, أفضل وصفة صدرت من الجانب العربي للوصول إلى الحل المقبول دولياً، فيها حكمة المجرب, وكفاءة مدقق الحسابات, والعالم بقواعد التوازنات, والمدرك لمخاطر استمرار الجمود, والمالك لنزعة المبادرات.