العدد (679) - اصدار (6-2015)

حليلك خرطوم 75م عبدالغني كرم الله

آه من زمان الفرجة! أيااام خلت، كنا نتلفت إلى قفا السينما، وقد عمَّ الظلام، إلى عظام بيضاء رخوة، عمود فقري، لجسم الظلام، حزمة نور نحيف، ينسلُّ من غرفة صغيرة، خلال نافذة أصغر، أعلى «اللوج»، يحمل في نبضه الرشيق حياة العالم كله، فيسكب على الشاشة الضخمة، جبالاً، وبلداناً، وألواناً وكراسي وشخوصاً، وأسوداً، كيف حملها؟ يضع سره في أضعف خلقه، أتحمل حزمة نور كل تلك العوالم، ومن بينها جبال، وطرق؟ ينسحب الضوء، نسعد بالظلمة، ذلك النور، صغير، يشقها... عظام تسند قفا الظلمة، يخترق ظلمة الشاشة كشهاب، ألوان، وقصور - كما قلت - وشخوص، حملها على ظهره الرخو، ما أقوى اللطافة، يجري النور من بكارة، من نافذة أصغر من حجم كراس، فينفخ الروح في الجدار، كأنامل المسيح، تخلق من الطين كهيئة الطير، فيخلق من الضوء والصور حياة.