العدد (200) - اصدار (5-2009)

البحرُ غاضبٌ.. قصة: لطيفة بطي لطيفة بطي

كان الجوُّ الحارُّ قد أصاب سارة وأخاها سامي بالزهقِ والملل، أحب الجد أن يلطف الأمر لهما فاقترح أن يسيروا إلى شاطئ البحر حيث يمكن لهم أن يستمتعوا باللعب على الشاطئ ويتغلبوا على حرارة الجو بالنسمات التي يرسلها البحر. أعدت الأم لهم بعض الشطائر وجهزت سلة من زجاجات الماء والعصير والمرطبات ولم تنس سارة أو سامي حمل أدوات اللعب المجراف والدلو والقوالب البلاستيكية التي يملآنها بالرمال المنداة بالماء ثم يقلبانه على الأرض الجافة فتعطيه أشكال الأسماك ونجم البحر والأصداف وغيرها من الأشكال

اثنتا عشرة زيتونةً وزيتونة أماني أسعد البابا

في قريةٍ صغيرةٍ من قرى فلسطين لأشجارِ الزيتونِ أسماء.. أحمد، مريم، فاطمة وهكذا. القريةُ يحيطُ بها جدارٌ رماديٌ خشنٌ، خارج حدوده كانت ترقصُ أشجارُ الزيتونِ ومن داخلِه ينبعُ صوتُ ترنيمٍ يرتّلُ موالاً قديماً: زيتونتنا.. يا شجرة الزيتونِ متى يأتي الغالي؟ متى يا ورد يأتي؟ قال لي: السورُ عالٍ

الكَنْزُ المفقودُ صبيحة ديبي

شعرت أمينةٌ بتعب بعد عودتها من المدرسةِ، فذهبت لتأخذَ قيلولةً صغيرة قبل أن تتناول طعامَ الغداء. وفي أثناء نومها، زارها شخصٌ غريبٌ في حلمها، إنه القرصانُ أبو عين واحدة! «اسمعي يا أمينة، أريد إخبارك بسرٍ خطير، يوجد صندوقٌ خشبيٌ قديمٌ خلف منزل جارتكم أم العزّ. وفيه كنزٌ عظيم، اذهبي هناك، وحاولي فتح الصنـــدوق. وياها هاهاها». استيقظت أمينةٌ فزعةً، ما هذا الحلم الغريب؟ قالت في نفسها! وكيف عرف هذا القرصانُ بأمر الصندوق، ربما كان مجردَ حلمٍ مزعج، أوه ولكن سأذهب لأتأكد من سر الصندوق

بائعُ القبعاتِ والقرودُ شذى مصطفى

عم سعيد رجلٌ طيبٌ يصنع القبعات الجميلة البيضاء التي يرتديها الرجالُ عند العملِ أو الذهابِ للزيارات أو في الأعياد، وكان عم سعيد ينسج القبعات من الخيوطِ البيضاءِ الناعمة وتساعده زوجته في زخرفتها بخيوط ملونة لترسم أشكالاً جميلةً لتخرج القبعات بشكل أنيق وبمقاسات عديدةٍ تلائم أحجامَ الرؤوس المختلفة. وفي نهاية أحد أيام الشهر وقبل مجيء العيد صنع عم سعيد وزوجته ما يقرب من خمسين قبعةً فوضعها في شنطةٍ كبيرة، وقال سأذهب غداً لبيعها في السوق وحتما سأربح مالاً كثيراً لأشتري لأولادي ملابس العيد والحلوى

صاحبُ القبعةِ عفراء اليوسف

في بلدةٍ صغيرةٍ وهادئة، كان يعيش رجلٌ طيبٌ وظريفٌ في بيتٍ صغيرٍ يطل على السوق المركزي. كان لهذا الرجل قبعةٌ غريبة ورثها عن أبيه الذي ورثها بدوره عن أبيه وهكذا فهي تعود لجدِ جدِ جده أو حتى أقدم. فقد كانت قديمةً جداً قد أجري عليها الكثير من التعديلات على مرّ السنين، حتى أنه لا يمكن وصفُ طابعها أو شكلها أو زمن تصميمها، فهي كبيرةُ الحواف عظيمةٌ عليها زخارف من كل الأزمنة والحقب التي مرّت خلالها

حكايةُ النظافةِ العربي الرودالي

«سارةٌ» طفلةٌ تحب النظافةَ وتساعد أسرتها في أشغال البيت.. ذات مرةٍ قامت لغسل الأواني بعد العشاءُ، فبدأت الكئوسُ والصحون والملاعق ترتعش، وحين سألتها «سارة» عن السبب، أجابت: إننا نريد أن ننام، فلم أتيت لإزعاجنا وأنت تعرفين أن الماءَ باردٌ ليلاً؟ لم تهتم «سارة» بكلامها لأن النظافةَ ضروريةٌ لإزالة العفنِ والأوساخ.. تناولت «سارة» الأواني وشرعت تصب عليها الماءَ، فأخذت ترتعش مرة أخرى وهي تصرخ: أي أي.. الماءُ باردٌ! استمرت «سارة» تحكها لإزالة ما لصق بها من المرق والفتات

استغاثةُ غزالةٍ عماد الجلاصي

ما إنْ فتحت الحافلةُ أبوابَها حتى اندفعنا منها. وركضنا في ربوعِ السهلِ الفسيحِ. كأننا سيلٌ هادرٌ. وقد ملأنا الفضاءَ صياحاً وضحكات. لقد دبّت الحياةُ في هذا المكانً الهادئ ساعةَ وصولنا، نظرتُ حولي وقلتُ: «سبحان الله ما أروع ما أرى». إذ لم أكنْ أتوقع عندما وطأت قدمايَ هذه الأرض أن أنبهر بهذا المشهدِ الذي أمامي، أرضٌ منبسطةٌ يغطّيها العشبُ، وتتناثرُ في أرجائِها زهورٌ بريّةٌ مختلفةُ الألوانِ