العدد (535) - اصدار (6-2003)
ماذا لو أن الشاعر العراقي مهدي الجواهري - أبا فرات - يعيش بيننا اليوم? لو أنه رأى ما نمر به من تغيرات هائلة - وما تمر به أرض الرافدين بشكل خاص - لكانت أنفاسه قد تحولت - بطبيعة الحال - إلى أبيات متلاحقة من الشعر, فهذا الشاعر الكبير كان يؤمن بأنه منذور للقضايا الكبرى
إنني فرنسي, ولا أشعر بذاتي أوربيا, ولهذا أريد لأوربا أن تؤكد هويتها, ولكن من دون أن تلغي هويات الأمم الأخرى
كان زعيماً للإرهاب... ولكنه يدّعي أنه راعي الحرية والمساواة. بينما حصدت المقصلة آلاف الأحرار من الثوار الفرنسيين ممن اعتبرهم بعض أعدائه خلال مرحلة زعامته لحكم الإرهاب الذي استهدف التخلص ممن سماهم بالخونة... وهم في عرفه كل معتدل يجرؤ على انتقاده أو نقد رجاله وأعمالهم
المساواة بين البشر قصة قديمة تمناها كثيرون, وأعلى شأنها الفلاسفة, وتبناها الساسة والمصلحون وناشطو حقوق الإنسان. وقد أخذت فكرة المساواة معاني عدة تمتد من المساواة بين الأجناس, إلى المساواة بين الرجل والمرأة, والمساواة الاقتصادية والاجتماعية, وتبنت النظريات والأدبيات السياسية والدساتير والقوانين الكثير من ذلك
لم تعد الشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة بحاجة إلى مَن يكتب عنها باعتبارها شاعرة العرب الأولى في القرن العشرين. بل إن تاريخ الشعر العربي المتطاول عبر العصور والأزمان, بخل علينا بشاعرة في حجم الخنساء وتأثيرها وتألق شاعريتها - وهي الشاعرة المخضرمة أي التي أدركت الجاهلية والإسلام معا
لا أستطيع أن أنسى: الطرحة السوداء ذات الطريقة الثابتة, والمحكمة, في ضبط رأس ستّي - أي جدتي - نفيسة مع رقبتها وكتفيها, بشكل لا يتغير ولا يهتز في الأفراح أو الدهشة أو الأحزان أو التصفيق الرافض نشوة, أو حين تندمج في حلقات (الزار) أو احتضان الأحفاد الصارخين
(استيقظت في الساعة الثامنة وغادرت الفندق الذي أقيم فيه بمدينة نيويورك, وسرت في (شارع كنال) وعلى الفور أدركت أن شيئا مروعا يحدث. كان معي كاميرا الفيديو وبدأت في التصوير دون سبب, ودون أن أدري لماذا أقوم بذلك. أحسست فقط بأنني يجب أن أصوّر, أتمنى لو أستطيع أن أصف ما رأيته. ولكن المشاعر التي تدافعت في داخلي لم تكن جديدة. لقد أحسست كأن بلدي يتعرض للغزو مرة أخرى. إن قومي يموتون وحريتي تؤخذ مني, ذكّرني ما رأيت بالغزو العراقي
قرأت في العدد (525) أغسطس 2002م مقالا تحت عنوان (أفلام هوليوود وتحويل الهزائم إلى ملاحم), ومما لا ريب فيه فعلا أن صناعة السينما الهوليودية قد قطعت شوطا طويلا في احتراف تزييف التاريخ وذهبت إلى أبعد مدى في محاولة استرضاء الميل نحو غطرسة القوة التي لا تقبل الهزيمة وتصر على تبنّي القيم الخيّرة والراعي الوحيد والمدافع عنها في وجه قوى الشر والإرهاب
عاد ولدي الأصغر من المدرسة منفعلاً بألم, وبدلاً من أن يبادئني بإفراغ آخر أو أقوى ما علق بذهنه من ذكريات اليوم المدرسي, كنسيانه سؤالاً في اختبار الشهر, أو عدد المرات التي جعلت المعلمة أولاد صفه يصفقون له فيها, أو فقدانه قلمه أو مسطرته, أو إتيان أحد الأولاد بتصرف مضحك.. بدلاً من هذا كله اندفع مختنقاً بالشكوى يخبرني أن هناك ولدا أكبر منه في المدرسة يتعمد مضايقته دائما في باحة المدرسة