العدد (530) - اصدار (1-2003)
إذا كان جان بول سارتر قد سيطر على الفكر الفرنسي في النصف الأول من القرن العشرين, فإن بورديو قد سيطر فكريا على النصف الثاني.
كيف يمكن أن نقيس التنمية ونعرف وجهها الإنساني. هل بمستوى دخل الفرد أم بإشباع حاجاته أم بمقدار الحرية التي يتمتع بها? هذا المقال يستعرض ببراعة الأوجه المختلفة لهذه الغاية.
تكمن واحدة من أهم مشكلات الإدراك التخيلي في عدم وضوح (الخريطة الذهنية) لكثير من مناطق الصدام الحضاري التي يهتم بها فكرنا العربي والإسلامي على السواء. وتعاني الشيشان من غيابها عن مخيلة الكثيرين نظراً لوقوعها في مكان معقد من الخريطة السياسية للعالم المعاصر. والشيشان جزء من إقليم شهير كان للحضارة العربية معه علاقات وطيدة ألا وهو إقليم القوقاز.
يعود بروز حلم النخبة الفكرية والسياسية العربية في سبيل بناء الدولة المدنية القائم على المؤسسات الدستورية, واحترام الحريات, وحقوق المواطن إلى قرن ونصف القرن, أي منذ أن صدع رفاعة رافع الطهطاوي في وصيته الفكرية (المرشد الأمين) قائلا: (إن العدل أساس الجمعية التأنّسيّة, وجميع - ما عدا العدل - الفضائل متفرّعة عنه, ويعني بالعدل هنا العدل السياسي, كما سماه معاصره خير الدين التونسي في كتابه (أقوم المسالك), وناضلت النخبة العربية حقبا متعددة من أجل تحقيق هذا الحلم
يثبت التاريخ العربي الحديث, خلال قرنين ماضيين, خطأ نظرية صدام الحضارات. فالحضارة العربية - الإسلامية, لم تشكّل كتلة صمّاء واحدة تجاه الحضارة الأوربية الغربية التي برزت قوتها مع نهاية القرن السابع عشر, على العكس من ذلك, فإن التجارب العربية الحديثة والمعاصرة تظهر لنا تفاعلها مع الحضارة الغربية فكراً وعلوماً وتقنيات, وقد أثر ذلك تأثيراً عميقاً في المجتمعات العربية. وأحدث حركة جدل وأفكار داخل المجتمعات العربية تدل على حيوية الأجيال التي تعاقبت في القرن التاسع عشر وفي القرن العشرين, هذه الحيوية التي نفتقدها منذ عقدين من الزمن.